السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتكلم في موضوعنا هذا عن الفارس الصنديد والشاعر المجيد
خلف الزيد الإذن الشعلان من عائلة آل شعلان الكبيرة رؤساء
قبيلة الروله المشهورة من عنزة وهذه العائلة تنقسم إلى
أربعة أفخاذ آل نايف والرئاسة متسلسله فيهم إلى الآن وآل
مشهور وآل مجول وأل الزيد اللذين منهم خلف الإذن و عائلة
الشعلان مشهورة بين القبائل وقد برز منهم الكثير من
الأبطال وكانوا مضرباً للأمثال بالشجاعة والاإقدام ،
ولايخفى على الكثير مفاخر خلف الاذن وشجاعته ورجولته التي
ترفع الراس عالياً مما فيها من طرفه وحلاوه تتناقلها
الاجيال .
ومن الأحداث التي مرّ بها الفارس خلف الإذن أنه حصل خلاف
بين الشيخ سطام بن شعلان وبين مشائخ بني صخر مما أدى إلى
زحف الشيخ سطام عليهم بقبائل الرولة من الأراضي السورية
وكان مشائخ بني صخر مع قبائلهم بأراضي اليلقا والشبب في
ذلك أن آل فايز رؤساء بني صخر أخذوا إبل النيص عبد ابن
شعلان بطريق الغدر ومشائخ بني صخر كانوا أعداء ألداء للشيخ
خلف الاذن فقد أعجبه تصميم إبن عمه الشيخ سطام بن شعلان
على زحفه على بني صخر رغم ماكان بينهما من الخلاف وكان به
شيء من تحقيق رغبته وقد حصلت المعركة بين الرولة وبين بني
صخر وهُزم بني صخر وشُرّدوا عن بلادهم وبعضهم هرب إلى جهات
الغور وفي هذه المعركة قتل خلف الاذن عدداً من مشائخ بني
صخر ومن المعروفين منهم الشيخ طه والشيخ مناور والشيخ
سطعان وقد قال خلف الاذن بهذه المعركة قصيدتين الاولى أثنى
فيها على الشيخ سطام بن شعلان رغم مابينهما من الجفوة
ولكنه كان راضياً عنه لأنه شفى غليله من أعدائه آل فايز
وآل زبن رؤساء بني صخر
وهذه
القصيدة الاولى :
عــيّا الفــهــد مــاكــل الاشــوار طــاعــه***
قــصــّار مــن شــارب خـــصــيمـه ليازاد
من صـافــي البــالــود فــيــه القــطــاعــه***
مــفــراص دولاب الــدول هـم والاكــراد
عــلــمــان زاح وســــمّــــح الله ذراعــــه*** قــوطــر
يــهزّ الريش مــن غــيــر قــوّاد
بــــيــــن الفــديــن وبــين بصرى مزاعه*** غــصــب
عــلـى شبلي وعسم على طراد
نــبــي نـــدور عــويــس راع البــيــاعــه***إن جــو
مــن الكــروه عـلى الــمـلح مدّاد
ياعــويــس لك عــنــدي بــالايــام ســاعــه*** يــوم
يــعــيـف سابــقــك كـــل الافــواد
اللــي نــحـــر حــوران حــطّ الــرتــاعــه*** واللــي
تــقــلّع من ورى الهــيش من غاد
أبــا الظـــهـــور اللـــي يـحـفـظ الـوداعه*** مــثــل
صــبـاح ارميح والــطــرش ماقاد
ســـرنـــا عـــلى نــــزل تـــلافـــح رباعه***
للــــطـــرش قــهّـــر وللــــزلــــم جــلاّد
بـــاولاد عـــم كـــل أبـــوهـــم جــمــاعــه***
عــاداتــهــم بـالكون ضــكّــات الاضـــداد
كـــم ســـابــق جـــتــنــا بــالايــدي قلاعه*** وكم راس
شيـخ طاح بــســـيـوف الاولاد
وقــطــعــانــهــم صــارت لـربعي طماعه*** وقمنا نعزل
بـــيـــنـــنـــا شــقـــح الاذواد....
أما القصيدة الأخرى فقد ذكر فيها مقتل الشيوخ من بني صخر
وقال أنكم يابني صخر شجعان وكرماء ولكنكم تمتازون بالبوق
والغدر والخيانه وهذه الصفات غير محموده بين العرب ثم قال
أن جديكم فرج وأسعد عثر حظهم وماأفادوكم رغم أنكم تتباركون
بهم وهاهم شيوخكم قتلى على الأرض ولم ينجدكم أجدادكم وهو
يقصد بذلك أن بني صخر كانوا يعقون العقائر على قبور
أجدادهم ومنهم فرج وأسعد ويتباركون بهما ويدعونهما
بالملمات أن يفرجوا كربهما ويستنصرون بهم على أعدائهم وهذا
شرك ولاشك فالمعين هو الله سبحانه وتعالى
وهذه القصيده الثانية والتي
يقول مطلعها :
يـــارمـــيـــح لـــولا البـــوق مـــانـتـم رديين***
بـــذبـــح الـــعـــديـــم وصـــبـــكــم للأدامـــي
يـــارمـــيـــح وضــح الــنــيص ماعقبن شين***هـــنـــف
الـــخـــشـــوم ونـــابــيات السنامي
بـــنـــيـــت بـــيـــوت الحـــرب حـد اللبابين*** وشقح
تـــنـــازى بـــالـــنـــشـــاتـي مظامـي
وثار الـــدخـــن مـــابـــيـــن كـــل الـــقـبيلين***
بـــمـــزربـــطٍٍ يـــكـــســـر مـــتـين العطامي
وجـــبـــنا حلــي الـــريـــش زيـن على زين*** وبـــنـــت
الـــشـــيـــوخ تـــصدغه بالخزامي
وطه ومــنـــاور والـــشـــيـــوخ الــمــسمين***
ذبـــاحـــهـــم مـــاهـــو بـــحــــال الأثـــامـي
ياذيب صــوت للـــنـــســـور الــمــجـيـعـيـن *** أرع
الـــشـــيـــوخ مـــجـــدعـــه بالكـزامي
وفـــرج مـــع أســـعـــد لايـــعــوهم شياطين***
ويـــارمـــيـــح حـــظ جـــدودكـــم بانخدامي
جـــوكـــم هـــل الـــعــلـــيـــا عيال الشعالين ***
فـــوق الـــمـــهـــار مـــثـــــورات الــعسامي
يا مــا فـــجـــوا غـــرّات بـــدو عـــزيـزين***
ويـــامـــا وقـــع بــنـــحــورهــــم من غلامي
عـــلـــى طـــراد الضـــد يارمـــيـــح قـاسين***
مـــكـــلـــلـــيـــن ســـيـــوفـــهــم بالهـــوامي
دجـــنـــا بـــوســـط ديـــاركـــم يـــامـساكين***
ومـــنـــا تـــقـــلـــدتـــم قـــلـــوب النـّـعـــامي
تـــقـــلـــعـــوا للـــغـــور يـــم الـــعـــداوين***
وعـــيـــونـــكـــــم مـــن هـــمـــنـــا مــاتـنامي
وبعد هذا لم يترك شيوخ بني صخر خلف الاذن بل أخذوا
يتربصون به لعلهم
يأخذون ثأرهم منه لأنه ذبح عدداً من شيوخهم وكان من عادة
الشعلان إذا رحلوا من نجد إلى الاراضي السورية لايمشون
مجتمعين بل كل عائلة منهم يكون معهم قسم من قبيلة الرولة
وكان من عاداتهم أن أول من يتقدم بالمسيرة هم عائلة آل
مجول ومهم قسم من قبيلة الروله ثم عائلة آل مشهور ومعهم
قسم آخر ثم عائلة آل نايف الرؤساء ومعهم قسم آخر من قبيلة
الرولة ثم عائلة آل زيد ومعهم أيضاًقسم آخر من قبيلة
الرولة وهذه العائلة هي عائلة خلف الاذن وكان شيوخ بني صخر
بقيادة الشيخ طراد بن زبن قد فهموا عنهم هذه الطريقة في
المسير فكمنوا في موقع قرب آبار ميقوع المنهل المعروف في
وادي السرحان لأخذ الثأر من خلف الإذن وقد إستنجد طراد بن
زبن بفرسان قبيلة السردية بقيادة الشيخ ( الجنق ) ومعه
الشيخ شلاش بن فايز وشلاش المذكور شجاع مقدام ويسمى الضمان
أي أنه يضمن إبل قبيلة بني صخر من الأعداء إذا كان حاضراً
عندها وعندما قرب خلف الاذن من الماء المذكور في طريقهم
إلى سوريا سبقتهم الإبل لتشرب وكان الشيخ خلف الاذن على
إثرهابالضعينة ومعه أبناء عمه آل زيد ومن معهم من قبيلة
الرولة وكان كل واحدمنهم على هجينة مستجنباً جواده آمنين
وهم يتقدمون الضعائن وقد مرُّوا بنسر
قشعم نازل على الارض وعندما قربوا منه راح يمشي على رجليه
عاجزاً عن
الطيران من شدة الجوع فالتفت إليه خلف الاذن وقال كم أتمنى
لو يكون هناك معركة قرب هذا النسر العاجز عن هذا الطيران
ليعتاش من القتلى ويتمكن من الطيران فضحك رفاقه وبعد مضي
دقائق من كلام خلف أشرفوا على آبار ميقوع وإذا بالخيل قد
أخذت إبلهم وحالت بينهم وبين الإبل فنزلوا عن هجنهم وراحوا
يلبسون دروعهم ويركبون خيولهم وأغاروا على الفرسان اللذين
أخذوا إبلهم وتبين لهم أنهم من بني صخر وآل سردية غرمائهم
المشهورين وقد حمي الوطيس ودارت رحى المعركة بضراوة وكان
يوماً عبوساً وبعد عناء طويل خلّص الرولة إبلهم من العدو
وراحوا يطاردونه إلى أن قتل الشيخ خلف الاذن الشيخ شلاش ثم
قتل الشيخ الجنق أما الشيخ طراد فقد نجى لأن جواده كان
سريعاً جداً فلاذ بالفرار وعجز الرولة عن اللحاق به وقد
غنموا خيولاً كثيرة وقد إنتصروا إنتصاراً رائعاً على بني
صخر وأعوانهم ثم قال خلف الاذن
[هذه القصيدة بعد إنتصارهم :
الله يــاكـــونٍ جـــرى عــنــد ميقـــوع *** كـــونٍ
يــنــشـّــر بـه غيارات واقماش
يوم إلتهينا نلبــــس الجـــوخ ودروع *** واعرض لنا
الطابور من دون الادباش
المنع ياركّـــابة الخـــيـــل مـــرفـــوع *** من نيش
باطراف الــكــزاريـج ماعاش
كم راس شيـــخٍ من تراقيه مـشلـــوع *** وأول سعدنا وطية
الحــمــر لــشــلاش
والجنق أخذ مـــن رايب الدم قــرطوع *** من عقب شربه
للقهاوي عــلـى فراش
خِلِّّي عشا لمهرفـــل الذيـب مــجــدوع *** والضبعة
العرجا تـدور بـــه أعـــراش
والشايب اللي قفونـــا يشــكـي الجوع *** لو هو حضرنا
نفـّض الريش واعتاش
زيزومهم عقب الصّعالـــة غــدا طـوع *** عقب الهدير
إسـتـثـفـر الـذيل وانحاش
وأنا على اللي تكسر الذيـــل مـرفــوع *** تشوش وان سمعت
مع الخيل شوباش
لقد تحققت أمنية الشيخ خلف الاذن حينما تمنى أن تقع معركة
حتى يأكل منهاالنسر القشعم وفعلاً قد سقطت الضحايا على
الارض وماأكثرها ومن بينها بعض الشيوخ أما الشيخ طراد بن
زبن فلم ييأس من أخذ الثأر وقد تابع عدوانه على قبيلة
الرولة ويقال أنه غزا وهاجم الرولة في أراضي الحماد بالقرب
من حرة عمود الحماد التي تقع شرقاً من وادي السرحان وصادف
أن غارته في صباح أحد الأعياد وقد هزموه الرولة وأثناء
رجوعه صادفه النوري بن شعلان وخلف الاذن ومعهم عدد من
الفرسان فطاردوه وقتلوا وأسروا قسماً كبيراً من الفرسان
أما طراد فقد نجى في المعركة الأولى ...
وقد قال خلف الاذن بهذه المناسبة هذه القصيدة :
يالله يالـــمـطـــلـــوب ياعـــادل الصـاع *** إن كــان
عــنــدك للأجــاويــد ثــابــــــة
إنـــك تــمــشــيـنـي عـلى درب الاسناع *** ياللي لداع
الــخــيــر مــاصــك بــابــــه
الضــرس يــعــبّــالـه عن السهر مقلاع *** حــتـى تنام
الــعــيــن مــاهــي طــلابــه
ياطــراد حــلّــوا بــك مــواريــث هزّاع *** عــايــدت
قــوم وعــايــدوك الــشــيــابه
صغيرهم لو هو عــلــى الــدّيــد رضّاع *** سنّه
شــطــيــر يــكــسّــر العــظــم نابـه
ياطــرا راحــت بــك طــويلات الابواع *** والشيب حــل
بــســربــتــك والــتــهــابه
وردوا هل العــلــيــا كــما ورد الاقطاع *** عــلــى
غــديــرٍ مــاكــفــاهــم شــرابــه
ذيب المحيضر مــخــصبٍ عقب ماجاع *** مــكــيّــفٍ
يــلــعــب عــلــى أبــو عتابه
يبون جل أبـكــارنــا شــقــح الاقــطــاع *** وشرهوا على
هاك الــبــيــوت المــهابه
وحنا عليهم صــيــحــةٍ تــبري الاوجاع *** وصارت
قلايــعـــهـــم بــالايــدي نـهابه
وطراد عقب سيوفــنا صــار مــطــواع *** ضاعت عزومه عقب
هاك الــصّــعــابه
ياما عملنا الطــيــب لاشــك بــه ضـاع *** ماشي عـــلى
درب الردى والــخــيــابــه
وأردف خلف الاذن قائلاً هذه القصيدة :
حــرٍ شــلــع مــن راس عالي الطويلات *** للصــيــده
اللــي حــط خــمــسـة وراها
غزّ المخالب بالــثــنــادي الــســمــيـنات *** وتلّ
القــلوب وبــالضــمــايــر فــراهــا
يلعــن أبــو هـاك الــوجــيــه الــرديــات *** أبرد من
الــزرقــا عــلــى صــقـع ماها
وفنخور أبو جــبــهـه كــبــير المطيرات *** رجلٍ قطع من
شــقــتــه واكــتــســاهـــا
بايع منيــعــه بــالــثــمــن للــحــويـطات *** من العيب
وافــر لــحــيــتــه مــاحـماها
وابن جريّــد مــن هــل الــمــقــعــديــات *** ماحاشت
الصــفــحــة لــعــيــنٍ ثــواهـا
ياطراد مــاعــيّــت ذود الــنــصــيــرات *** عيّت
سواعــد لــحــيــتــك مــن رداهــا
أجــيــك بـاللي يــدركــون الــجــمــالات *** ربــعٍ
مـــعــاديــهــم طــوالٍٍ خــطــاهــا
إلى تــنــادوا بــيــنــهــم بــالــمــثــارات *** كم
قــالــةٍ وقــفــوا عــلــى مــنــتــهــاها
شعلان فاجوكم على الخــيــل عــجـلات *** فوق المـهار
اللــي تــســاعــل حــذاهــا
وبعد هذه المعركة لم تقم لطراد وجماعته قائمة خاصةً مع
قبائل الرولة.
وبهذه الفترة تولى الشيخ فهد بن هزاع شقيق النوري بن شعلان
مشيخة الرولةبعد أن توفي الشيخ سطام بن شعلان.
ومن قصائد الشيخ خلف الاذن الشهيره هذه القصيدة مادحاً
فيها قبيلته الرولة
( هل العليا ) وفرسه ( خلفه ) وسيفه ( شامان ) والتي
يقول فيها:]
ربــعــي هــل الــعــلــيـا طويلين الايمان *** أهــل
الــنــقــا والــطـيــب إن جـا مـجاله
معهم بني عــمي عــيــال ابــن شــعــلان***يــامــا
كــلــوا مــن عــيــن قــالــة وقـاله
فهود الزراج لــيــاغــشــى الــجـو دخان***إن ضــيّــعــت
وضــح العــشــايـر عياله
خــلــفــه مــعــديــهــا مــع أولاد جـمعان***اللي
يــعــرفــون الــثــنــا والــجــمــالـــه
باغٍ عــلــيــهــا يــوم روغــات الاذهــان***وكــلٍ
هــفــابــه فــعــل جــده وخــالـــــه
ألــكــد عــلــيــهــا واجــعـل العمر ماكان***والشيخ وان
شـــافــن يــصــيــبــه جفـاله
أنـا على خــلــفــه وبــالــكــف شــامــان***كم راس
شــيــخٍ عــن تــراقــيــه شــالـه
وفي بعض الأيام مرضت فرسه ( خلفه ) وأخذ مدة لم يستطع
ركوبها وأنشد فيها
أنا بــرجــوى الله ورجــوى الــعــبــيّـــه *** أنا
عــلـى ركــبــه غـشـيشٍ رعى كبس
وبالكف من صنع الــهــنــادي قــضــيّــه *** عــلــيــه
مـن دم المـخـالـف تـقـل دبـس
أجــي مــع أول ســربــةٍ مــرعــضــيّــه *** واصير
بــنحور النشامى لــهــم حـبس
قـــدام ربـــعٍ كـــل أبــــوهــــم دنــــيّــــه ***
ألكد ملاكــيــدٍ لــفــارس بـــنــي عـبـس
الله على يـــومٍ ضــــحــــاه عـــشـــويّــه *** عــجّ
السـبايا في نــهــاره تــقـل قــبــس
قـــلــبي عـــلـــيـــهـــم وارداتٍ دلـــيّــــه ***
والكــبــد مــن ضــيــم الـرفاقه بها يبس
وإليك هذه القصيدة للشيخ خلف الاذن يلوم ويعاتب فيها الشيخ
النوري بن شعلان لعدمإستشارته في حربه مع إبن رشيد :
ياشــيــخ ياشــيــخ الشــيوخ إبن شعلان *** عـــنــدك
صــلــيــب الـراي ماتستشيره
خــمــســيــن ســيــفٍ مــايسدّن بشامان *** خــلـه
لعــجّــات الــســبــايــا ذخــيــره
إنشد هــل الــعــادات ذربـيــن الايــمان *** يــخــبــرك
عــنـي من يعرف السريره
إن ثار عجّ الــخــيل فــي كــل مــيــدان *** تــلــقــى
عــلــومــي يــابـن عمي كبيره
أقلط على الفـارس بــروغــات الاذهـان *** واخوض غــبّــات
البــحــور الخــطيره
أشيل راسـه مــن مــزابــيــر الامــتــان *** ولاعـاد
يــذكــر كــل شــره وخــيـــره
السيف يشهد لــي ويــشــهــد لـي الـزان *** ويشـهـد
بـفـعـلي مـن سـكـن بالجـزيرة
مــايــخــتــفــي فــعــلٍ تــقــفّــاه بـرهان***والعين
ماشــافـــت بــلــيّـــا نــظـــيـره
ربعي هل الــعــلــيــا لــيــاثــار دخّـــان***مثل
الزمول اللي تــقــاصـــف هــديره
إن رددوا بــالــكــون عــلــيــا وعــلـيان***حريبهم ترجع
عــلـــومـــه صــغــيـره
ربعٍ على جرد الرمك شــانــهــم شـــان*** ويرعون بحدود
النــمــش كــل ديـــره
ويقصد الشيخ خلف الاذن ( بالنمش ) في البيت الأخير أي
السيوف .
وقد أنشد الشيخ خلف الأذن قصيدة بسبب الخلا ف والجفوه التي
حصلت بينه وبين الشيخ النوري بن شعلان حيث أمضت هذه الجفوة
والبعد بينهما مدة ثلاث سنوات لم ير أحدهما الآخر طوال هذه
المدة ويتمنى أن يجتمعوا مرةً أخرى ويقول في
هذه القصيدة :
البــارحـــه والــعــيـــن عــيّـــت تـغـفّـِي***
عـــيّــت تـــذوق الــنــوم لا واغــلــيــلـه
النــار شــبّــت مــالــقــت مـــن يـــطفّي***أوجــس
عــلـــى كــبــدي ســواة الــمـليه
تبينت مـــاعـــاد فـــيـــهـــا تـــخـــفّــــِي*** و من
ربعنا شــفــنــا بــالايــام عـــيــلــه
خسران مـــن يـــتـــبـــع رفــيـقٍ مـقـفي*** والقلب
يــجـفـل كـــل مــاشــاف مــيــلــه
ماينفع الخــايــف كــثــيــر الــتــخــفـــي*** واللــي
قِــســم للــعــبــد لازم يــجــيــلـــه
كــم سـربةٍ خــلــيــتــهــا تــســتــخــفــي***
وارويــت عــطــشــان السـيـوف الصقيله
واقــلــط عــلــى اللــي بـين ربعه مشفِّي*** والخيل من
فــعــلـي تــزايـــد جــفــيــلــه
يـــالله لاتـــقـــطـــع مـــرادي بــشـــفّــِي*** صفرا
صهاة اللون تــنــهــض شــلــيــله
ومخضّرٍ صــنــع الــعــجـــم مـايـعــفّــِي*** الراس من
فوق المــنــاكــب يــشــيــلـــه
ومزرّجٍ يالـــقـــرم يــصــلــح لــكــفّـــِي*** منقِّيه
من سبع الــكــعــوب الــطــويــلـــه
مــع ربــعـــةٍ بالــبــيــت دايــم تــهــفّــِي***
يــجــوز للـربع الــنــشــامــى مــقــيــلــه
ودلال مــاعــنــهــن سـنــا النــار كــفّـِي***
حــمــيــلــهــن بــالــبــيــت مــثــل النثيله
وذودٍ غاتيرٍ عــلــى الحــوض صــِفــــِّي*** بــيــن
الابــاعــر خــطــطــوهــن بـنـيله
مع بنت عـــمٍ أصـــلـــهـــا مــايــهــفّـــِي*** إن
درهــم الــمــظــهــور فــنــا دخــيــله
وفي آخر أيام الشيخ خلف الاذن ذهب إلى الأمير سعود بن
عبدالعزيز الرشيدأمير حائل ليزوره ويتعرف به وكان سعود
الرشيد حديث السن وكل الأمور بحائل يديرها الأمير زامل بن
سبهان المعروف وقد أكرم آل رشيد الشيخ خلف الإذن إكراماً
جيداً وبالصدفه جاء شاعر من إحدى القبائل زائراً لإبن رشيد
وعندما كان إبن رشيد في مجلسه وعند زامل السبهان وكان خلف
الاذن بين الجالسين وكان الشاعر الذي جاء لإبن رشيد جالساً
معهم وكان زامل السبهان هو كل شيء لإبن رشيد وهو الذي
يتكلم في المجلس فالتفت زامل السبهان إلى خلف الاذن وقال
له نحب أن تساجل هذا الشاعر لنعرف مقدرتك يابن شعلان في
الشعر فغضب خلف الاذن واعتبر هذه إهانه له من زامل لأنه
يرى نفسه أكبر وأرفع من أن يساجل شاعراً في مجلس إبن رشيد
خاصةً بأن هذا الشاعر ليس بمستواه فقام من المجلس وأرسل
هذه القصيده لزامل السبهان يهجوه فيهاويطلب إحظار هجينه
ليسافر إلى بلاده وقومه في الشمال وقد حاول إبن رشيد
كثيراً أن يسترضي خلف الاذن ولكنه رفض وأصر
والقصيدة كما يلي :
زامــل يــنــشّــدنــي وانــا ويــن ويــني ***
هــبّــِيــت يــاهــرجٍ بــلــيّــا لــبـــاقـــــه
الشـيـن شـيـن ومـاكـر الـشـيـن شـيـــنـي*** عــدو جـــد
ولا بـــقـــلـــبـــك صــداقــه
الله يــخــونـك كــان مــاتــشــتــهــيــنــي*** لو تحكي
لي بــالـــعــلــوم الـــدقـــاقــــه
غديت مــثل مــعــايــد الــقــريــتــيــنــي*** لاجبت
خير ولاتـــلــيـــت الـــرفـــاقــــه
أنا بــلايــه مـــن صـــديــق بــطــيــنــي*** بقعا
تصـفّـقـني عــلــى غــيـــر فـــاقــــه
فنجال طين ولانــت فــنــجــال صــيــني*** تبرك
مــبــاريــك الجــمـــل وانــت نـاقـه
أرخص لنا وارســل لــســمــحــه تجيني***إعــتــاق عــبدٍ
مـــشــتــهــيــنٍ فـــراقــــه
وبعد مده غير طويله كان خلف الاذن نازلاً في أطراف الحره
بين الحماد وبين وادي السرحان وعندما كان نائماً في بيته
هاجمهم غزاة من قبيلة شمر في منتصف الليل وقبل أن يعلموا
أطلقوا عدداً من العيارات النارية على خلف الاذن وهو في
فراشه داخل بيته فقُتل هو وزوجته وهما نائمان وكان
مريضاًوطاعناً في السن وهكذا إنطوت صفحة ( أبا الشيوخ )
الشيخ والشاعر والفارس المغوار خلف الاذن وكان هذا في
النصف الأول من القرن الرابع عشر وكان خلف الاذن رحمه الله
مشهوراً بالكرم وحسن الضيافة وإكرتم الجار وقد أثنى عليه
الشيخ عجلان بن رمال الشمري بهذه القصيثدة وبيّن فيها أن
جار خلف الاذن دائماً عزيز ومكرّم...
[B][COLOR="red"] وهي كما يلي :[/COLOR][/B]
يـــاراكـــبٍ حــمـــرا عـــلــيــها الهتيمي*** حـــطّ
القــطــيــمــي فـوق ساقه وداره
حمرا تضيم الدّو مـاتــســتــضـــيـــمـــي*** تــلــقــا
العــتاري حــاشــيــاتٍ عــذاره
مشتاه من عــذفــا إلــى أم الصــريــمــي***
ومــربــاعــهــا اللــّبــّه تــقطِّف قراره
تمشي مع الــمــركــوز وقــت الجـهـيمي*** والــظــهــر
حــط رعــون كــبـدٍ يساره
حمرا وكن ضــلالــهــا لــه جــريــمـــي*** تــخــطّف
الــثــايــه بــتــالــي نـــهــاره
ملفاك صيّاد الشــيــوخ الــعـــديـــمــــي***إن
ضــيّــعــت شــقــح العــشاير حواره
اللي قصيره كـــل يـــومٍ حــــشـــيـــمــي*** مايقهر
الــرحــلــى إلــى جــا مــــداره
والضيف عنده في جـــنــان الــنــعــيـمي *** يلقى
الكرامــه قــبـــل يــبــدي خــبــاره
وغن صار بالمشتى لـــيــال الــصـريمي *** ذبّاح
نـــابــيّـــة القـــرا مــن بـــكــــاره
وعوق العديم ولايــهــاب الـــغـــريــمــي*** كــم فـارسٍ
أهــفــاه مـــاوخـــذ ثـــاره
عيال الشيوخ مــنــوخــيــن الـخـصيمي*** يازين طبعه
عــقــب هــاك الســطـــاره
وقبٍ ليا جا الصبح جــالــه رهــيــمــــي*** عــلـيـهن
اللي يــدحـــمـــون الســمــاره
وعائلة الزيد من الشعلان من الرولة مشهورة بالكرم وإعزازهم
لجارهم وقدإلتجى عندهم شخص من شمر يقال أن إسمه ( إبن
عدلان ) وهو مبتور اليدين ويقال أن الذي بترهما هو أحد
حكام آل رشيد وبقي جاراً لهم فتره طويلة وكان مستجيراً
بالشيخ خلف الاذن وأخويه ضامن وشاهر وقد أعزوه وأقسموا على
أنفسهم أن يقوموا بإطعام جارهم هذا بأيديهم وعندما يحضر
الطعام لجارهم يأتون بملعقة ويناولونه طعامه بأيديهم
ويشاركونه بأكله وقد أشار عنهم الشيخ عجلان بن رمال الشمري
في قصيدته المذكوره أعلاه ومما يبدوأن نهاية الشيخ خلف
الاذن تشابه نهاية الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي
والمكان الذي قُتل به خلف الاذن قريب من الموقع الذي قُتل
به المتنبي وفي مقتلهما نوع من التشابه أيضاً إلا أن خلف
الاذن يمتاز بالشجاعة.
ولم يترك آل زيد أقارب خلف الاذن ثأرهم فعندما علموا أن (
التومان ) من شمر قتلوا خلف الاذن ذهبوا إلى الأمير نواف
بن النوري الذي كان مضطلعاً بشؤؤن الرولة ويخلف والده
النوري بقيادة القبيلة فقد ذهبوا إليه وطلبوا منه أن
يقودهم إلى مهاجمة شمر لأخذ ثأر الشيخ خلف الاذن وفعلاً
أجاب نداءهم والتفّت حوله قبائل الرولة وغزا من أراضي
الحماد قاصداً مهاجمة قبائل شمر الذين يقطنون بالقرب من
منهل الدويد المعروف وفعلاً أغاروا على قبائل شمر هناك
وكان يرأسهم فيصل بن سند الربع أحد مشائخ قبيلة التومان من
شمر وقد أخذ الرولة إبلهم وقتل قريطان بن شاهر الزيد الذي
هو إبن أخي خلف الاذن قتل الشيخ فيصل بن سند الربع زعيم
التومان وشيخهم وغنم جواده وأخذ إبله وكانت هي إبل والده
من قبله ( سند الربع ) المعروف وبهذه المعركة شفى آل زيد
غليلهم وثأروا للشيخ خلف الاذن .
00منقول0000
واود ان اشير هنا بان المقصود من النقل هو ليس للتجريح باي
اسرة او قبيلة والجميع خير وبركه واهل00وانما هو فقط
للثقافة العامة0وارجو من يلاحظ ان هناك معلومة غير صحيحة
ان يشير لها بالتعليق وشكرا000حيث اني نقلت ماقراتة فقط
000 |
|