ذيب بن شالح بن هدلان

 »» الشعر الشعبـي  »»  ذيب بن شالح بن هدلان

قال الله تعالى))) والشعراء يتبعهم الغاوءن* ألم ترأنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون مالا يفعلون* إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراَ وأنتصروا من بعد ماظلموا وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون**الشغراء227**)))

الابل العربية] | [واحت الشعراء]  | [شاعرات الخليج] | [الشعر الشعبي]  |  [القبائل العربية] ][قصة عقاب ووالده] [قصة ابو دباس] [راكان بن حثلين]

قصة شالح ابن هدلان وابنه ذيب المشهورة

قصيد شالح ابن هدلان في ابنه ذيب المشهورة

في ذات ليله : كان الأب الشيخ شالح بن هدلان ساهراً مع إبنه الفارس ذيب ، وكان والده يداعبه ويلقي عليه بعض الأشعار فأنشده هذه الأبيات :                              =========>>>>>
وبعد أن قال والده هذه الابيات بطريقة المزاح ، أسرها الابن ذيب في نفسه ، وعندما نام والده وأطمأن ذيب أنه قد أخذ في النوم ، ذهب خفيه وركب قلوصه وذهب لبعض أصحابه من الشبان وأمر عليهم أن يرافقوه فشدوا وركبوا مع ذيب زعددهم لا يتجاوز خمسة عشر شاباً ، وكلهم يأتمرون بأمر ذيب ، وبعد ذلك سألوا ذيباً إلى أين نحن ذاهبون ؟ فقال إلى ديار القوم وأشار إلى قبيلة عتيبة ، لنكسب منهم إبلا لأهلنا ، وقال لابد أن آتي لوالدي من خيار إبل عتيبة واستمروا بسيرهم ، وبعد ثلاثة أيام قصدوا بئراً في ديار عتيبه ليستقوا منها ماء ويسقوا رواحلهم ، وهذه البئر تسمى ( ملية ) وهي تقع غرباً عن جبل ذهلان بأواسط نجد وعندما انحدروا إليها من جبل يطل عليها رأوا عليها ورداً لعتيبة يستقون ، فأراد ذيب ورفاقه أن يرجعوا لئلا يروهم فينذروا القبيله بهم ، وكان من السقاة صياد أخذ بندقيته وتوجه إلى الوادي الذي إنحدر منه ذيب ورفاقه ، باحثاً عن الصيد ، وعندما رأى ذيباً وجماعته إختفى تحت شجرة أطلق عليهم عياراً نارياً فأراد الله أن يصيب ذيباً إصابه مميته.
لقد حلّت كارثه على أبيه الشيخ الطاعن بالسن شالح بن هدلان ، إنه فقد كل أمل في الحياة : فقد كل ركن على وجه الارض ، فقد الشجاعة الفذة ، فقد الكرم الحاتمي ، فقد الابن البار ، فقد الابن المطيع ، لقد خرّ ذيب صريعاً وودع الخيل وصهيلها وودع الابل وحنينها ، وودع أباه الذي هو بحاجة إلى بره وعنايته ، ترك ذيب شالحاً حزيناً ، وودع قبيلته قحطان المجيدة ، وودع سنانه ورمحه وبندقيته ، ونقع الخيل وهزج الابطال ، ودع ذيب نجداً ورياضها ودع غزلان الرئم والارانب وطير الحباري التي كان يصطاد منها لوالده ، لقد إنقشعت هالة الفضل التي كانت تحيط الشيخ شالح بالحنان والبر والفضيله التي ضربت أروع مثل ٍ بين الابناء والآباء.
بعد أن سقط ذيب على الارض أناخ رفاقه مطاياهم وتسابقوا إليه وضموه إلى صدورهم ، فوجدوه جسماً بلا حياة ، وانهالوا عليه بالقبل ، وودعوه بدموعهم الساخنه ، ثم وضعوه بكهف بجانب الوادي ، وقفوا راجعين إلى أهليهم.
أما الصياد الذي أطلق النار ، فقد ظل مختبئاً تحت الشجرة ، إلى أن رأى الركب قد ولى ، فأتى إلى مكانهم ووجد الدم يلطخه ثم عمد إلى ذيب وهو بكهفه وعندما رآه وجده شاباً وسيم الطلعه وفي خنصره الأيمن خاتم فضي ، وكانت رائحة الطيب تعج منه وكان لباسه يدل على أنه شخصية بارزه فرجع إلى جماعته الذيب يستقون من البئر ، فسألوه عن الرمية التي سمعوها عنده ، فقال إن ركباً من العدى إنحدر من الوادي وبعد أن رأوكم نكصوا راجعين فأطلقت عليهم عياراً نارياً قتل منهم شخصاً تبين لي أنه زعيمهم ، وقد وضعوه في كهف بجانب الوادي ، فقالوا وما دلك على أنه زعيم ، فبين لهم أوصافه ولباسه الذي عليه ، وإن في خنصره خاتماً فضياً ، فقالوا هيا بنا لنراه ، وكانوا من قبيلة برقا أحد جذمي عتيبة ، وكان معهم فتاة قد جلا أهلها منذ سنة إلى قبائل قحطان لأسباب حادثه وقعت بينهم وبين بعض قبائلهم من عتيبة ، وعندما رأوا ذيباً بالكهف ، ورأته الفتاة صاحت بأعلى صوتها ، وقالت ويحك هذا ذيب بن شالح بن هدلان ، الذي كنا بجواره بالعام الماضي ، فشتموها وقالوا ربما أن بينك وبينه صداقه ولهذا السبب صحت بأعلى صوتك ، فقالت لا والله لم يكن بيني وبينه أي شيء من هذا ولكنه أكرمنا وأعزنا وأجارنا ، وكان لا يأتي من الفلا إلا ومعه صيد ويأتي بقسمنا نحن جيرانه حامله بيده وعندما يقترب من بيوتنا يغض نظره إلى الارض ثم يضع ما جاء به من الصيد ويدبر دون أن يرفع طرفه بامرأه من جيرانه وهذه طريقته بالحياة وعليكم أن تسالوا عن خصاله ، وينبئكم عن ذلك من عرفه ، فهو بعيد كل البعد عن الرذيله .
ما أكبر المصاب على شالح لما وصل رفاق ذيب وأخبروه بما حدث ، لاشك أن خطب شالح عظيم وإن وقع نبأ مصرع إبنه على قلبه أشد وأنكى من طعن الحراب ، ولاشك أنه سيتجرّع ويلات الحزن ومرارته ومآسي الفراق ولوعاته ..
وأنا عليك من المواجيب يا ذيب يا ذيب أنا يابوك حالي تردّى
طويله النسنوس حرشا عراقيب تكسب لي إللي لاقِحٍ عِقب عدّا
وتبري لحيران ٍ صغار ٍ حباحيب تجر ذيلٍ مثل حبل المعــــــــدا
ماحدٍ لقى فيها عيوب وعذاريب وأشري لك إللي ركضها ما تقدا
مثل الفهد توثب عليهم تواثــــيب قبا على خيل المعادي تحــدى
لو حال من دونه عيال ٍ معاطيب أنا أشهد أنك باللوازم تِســدا
ما فيك يا ذيب السبايا عذاريب ليث ٍ على درب المراجل مقـدّى

وإذا المَنيّـة أنشبت أظفارها  ألفيت كُلّ تميمةٍ لا تنفعُ

إنها كارثه كبرى ليست على شالح فقط بل على عائلة آل هدلان وعلى قبيلة قحطان : وقد قال شالح أشعاراً كثيرة بعد وفاة ابنه ، وأول ما قال هذة القصيدة :

عز الله أنه ضاع منكم وداعه يا ربعنا ياللي على الفطّر الشيب
جيتوا وخليتوا لقلبي بضاعه رحتوا على الطوعات مثل العياسيب
وضاقت بي الآفاق عقب إتساعه خليتوا النادر بدار الأجانيب
وبالعون شفت الذل عقب الشجاعه تكدرن لي صافيات المشاريب
كم ليلةٍ عشـّـاك عقب المجاعه يا ذيب أنا بوصيك لا تاكل الذيب
وكم شيخ قوم ٍ كزته لك ذراعه كم ليلةٍ عشـّـاك حِرش العراقيب
ويسقي عدوه بالوغى سِم ساعه كفه بعدوانه شنيع المضاريب
ويلكد على جمع العدو باندفاعه ويضحك ليا صَكّت عليه المغاليب
و للضيف يبني في طويل الرفاعه وبيته لجيرانه يشيّـد على الطيب
وأفخت حبل الوصل عقب إنقطاعه جرحي عطيب ولا بقى لي مقاضيب
وكني غريب الدار مالي جماعه كني بعد فقده بحامي اللواهيب
ياهل الرمك ما عاد فيهن طماعه من عقب ذيب الخيل عِرج ٍ مهاليب
وطلبت من عند الكريم الشفاعه قالوا تطيب وقلت : وش لون أبا طيب

ثم أردفها بقصيدة على نفس البحر والقافيه وقال

ومن ونتي جضت ضواري سباعه ذيبٍ عوى وأنا على صوته أجيب
والغيب يعلم به حفيظ الوداعه عز الله إني جاهل ٍ ما أعلم الغيب
يا محصي خلقه ببحره وقاعه يالله يا رزّاق عِكف المخاليب
وقلبه من اللوعات غادٍ ولاعه تفرج لمن صابه جروح ٍ معاطيب
مانيب من يشمت فعايل ذراعه إن ضاق صدري لذت فوق المصاليب
ونجمي طِمَن بالقاع عقب إرتفاعه صار السبب مني على منقع الطيب
ولاني برادي كسرها من ضلاعه يا طول ما هجيتهن معْ لواهيب
وزن البيوت إللي كبار ٍ رباعه ويا طول ما نوختها تصرخ النيب
إليا رمى زين الوسايد قناعه وأضوي عليهم كنهم لي معازيب
وآخذ مهاويه الجمل باندفاعه أضوي عليهم واتخطى الأطاتيب
لا ياخذ إلاّ من بيوت الشجاعه أبا أنذر إللي من ربوعي يبا الطيب
عِز لِبُوه وكل ما قال طاعه يجي ولدها مذرب كنـّـه الذيب
غبنٍ لبُوه وفاشله بالجماعه وبنت الردي ياتي ولدها كما الهيب
متحرّي ٍ متى يقدّم متاعه يا كبر زوله عند بيت المعازيب

Free Counters from SimpleCount.com


جميع حقوق النشر محفوظة لموقع شبكة ابن الصحراء الدليل المتكامل