فلا تَجـزع ..
فلا تَجـزع .. كُل قسمةٍ لمْ تَصلك ؛ فإنّما هي فتنة .. والله ُحـِماك .. فلا تتّهم مَولاك في حُكمه ؛ فَيخذلك .. إنْ أخّرك ؛ فما تَركك .. ولكنْ للغنَائم أجّـلك ! يَرميك في غيابةِ الجـُبِّ ؛ ويَسعى بالعَـزيز نحوَك .. يُقايضونك بالسَّجن ؛ فَيُرسل الله لكَ حُلماً يُطلق أسْـرك .. يَبنيكَ ؛ وأنتَ تَظُـنّ أنَه يَهدمك .. تَجُفّ السُّبل ؛ وما تدري أنّه يجري لكَ زَمزمك ! تراهُ في الحيـَاة يَهزمك ؛ وقد كـان يَعصِمك .. يؤخـّركَ ؛ فيَحفظكَ .. ولو قدّمك ؛ لأهلكك ! تَلـحّ فـي استِجدائـه ؛ وما تسمع جَواباً .. ولو تنبّهتَ ؛ لرأيتَ تدبيـره يُكلّمك ! رُبما جمـعَ عليكَ الهُموم ؛ لِيُخلّصك .. رُبما شَددْتَ القوسَ ترمي أسْهُمك ؛ فحالَ بينكَ وبينها حتى لا تُصيب أضْلُعك ! هو المُقـَدّم لما يحفظ عُمرك .. وهو المؤخـّر لكلّ مـا يغتالُ جَـذرك .. إنْ رعاكَ ؛ هيهاتَ هيهات أنْ يَشُـقّ غُـبارك .. وعلى أعتابه ؛ لازِمْ ولا تتحرّك ! زاحـِم بَين الزّحام .. حاشـا المُقـَدّم أن يؤخـِّرك ! هو المُقـَدّم والمُؤخـّر .. يُؤخـّر لك أمراً ؛ لأنّ أحلاماً قد حانَ مَولدها .. تشاءُ أنتَ القَطْـر ؛ ويشـاءُ لك المَطـر ! لِمَـا القلقُ .. واللهُ تكفّل بما خَلـق ! فتأدّب مع الله ؛ وانتظر مواسِم الكَشف .. إنّ الإجابةَ مرهونةٌ بأوقاتها .. و بالدُعـاء ؛ تُساق الأقـْدارُ إلى مَواقيتها ! قُـلْ لـَه : أنتَ المُقدّم والمُؤخـِّر .. يا مـَن منعَ وأعطى ؛ أنت المَطلوب ومُنتهى المُنى ! يابني .. أنتَ فـي زَحمة الفَقـر ؛ والله لك في مـدَد الغِنى .. وتَظنّ أنه يَمنعك ! فلا تَجـزع .. إنْ زارتك البَليّة ؛ خَـلِّ سَبيلها ولا تَجـزع مِن مَجيئها .. فهي لمْ تـأتِ لِتَهلكك ؛ بـَلْ جاءَت تُجَرّبك .. يابني .. لا يَشُفّ الغَيب لِمَن حَجبه الشّك ! منقول |
الساعة الآن 05:56 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لمنتديات ابن الصحراء محفوظة