المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعودية وإيران.. الرياضة أداة للتواصل لا الصدام!


سوار ديزاين
10-05-2023, 09:00 PM
السعودية وإيران.. الرياضة أداة للتواصل لا الصدام!





https://vid.alarabiya.net/images/2023/10/05/2b0a3c04-e8d7-4ce7-8a6a-12759f0e5969/2b0a3c04-e8d7-4ce7-8a6a-12759f0e5969_16x9_1200x676.png?width=1120&format=jpg




"العلاقة مع إيران تتقدم بشكل جيد، ونأمل أن تستمر كذلك لصالح أمن واستقرار المنطقة".. هذا ما قاله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال الحوار الذي أجرته معه شبكة "فوكس نيوز"، سبتمبر الماضي، مبيناً أن إيران تتعامل مع ملف العلاقات الثنائية مع السعودية بشكل "جدي"، وأن المملكة تريد من إيران أن تعمل مع دول المنطقة بشكل إيجابي.
حديث الأمير محمد بن سلمان، يدل على أن الرياض وطهران تسير العلاقات بينهما في الطريق الصحيح، من أجل حل المشكلات المتراكمة خلال السنوات السابقة، وأن النهج الأمثل الذي تم اختياره هو الحوار والدبلوماسية والتواصل الصريح، خصوصاً أن بناء الثقة يحتاج إلى حسنِ نوايا أولاً، وأفعال ومبادرات على أرضِ الواقع ثانياً، ترسخ معادلة أساسية وهي "حُسن الجوارِ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".


خطواتٌ متأنيةٌ

منذ بداية المباحثات السعودية – الإيرانية، قبل أكثر من عامين، سواء في العراق أو سلطنة عمان، وصولاً للاتفاق الذي وقع في العاصمة بكين برعاية صينية، مارس الماضي؛ منذ ذلك الوقت، تدرك السعودية أنها تتعامل مع دولة لها رؤيتها الخاصة وسياستها المستقلة التي تعتمد النظام "الجمهوري الإسلامي"، وهي بذلك تفترقُ في نقاطٍ عدة مع السعودية، خصوصاً فيما يتعلق بمفاهيم كـ"الثورة" أو "النفوذ الخارجي الخشن" وتحديداً أنشطة "الحرس الثوري" الإيراني، والتي طالما وجدت فيها الرياض دوراً سلبياً أدى لمشكلات أمنية ورعى ملاذاتٍ لمجموعات من الميليشيات والحركات الإرهابية والأصولية، التي هددت سلامةَ السعودية والخليج!
وعليه، هذه الملفات المعقدة، لن يجري حلها بين عشية وضحاها، بل تحتاجُ إلى وقتٍ طويل، وحوار شفاف حولها، بغية تحييد هذه المخاطر التي لا تضر بالأمن الوطني السعودي وحسب، بل لها انعكاسات سلبية واسعة على الأمن الوطني الإيراني ذاته.


لمراقب يجد أن هنالك رغبة سعودية واضحة في ترسيخ الأمن الإقليمي في الخليج العربي والشرق الأوسط، وأن هنالك قراراً إيرانياً من القيادة العليا بضرورة تخفيف التصعيد، وأنه يجب العمل على تحسين العلاقات البينية مع دول الجوار وفي مقدمها السعودية.
هذه الإرادة، ستواجه بالتأكيد ببعض العقبات، خصوصاً أن هنالك جهات متشددة وطائفية لا تريد أن يحصل تقارب بين الرياض وطهران، وتعمل على التشكيك في جدية ما يجري حالياً من تواصل، وتسعى لأن تستغل أي حدثٍ بهدفِ إثبات أن الصدام والمواجهة هي الأساس في العلاقة بين البلدين، لا الحوار أو التعاون.
الاتحاد وسباهان!

تأجيل مباراة كرة القدم بين نادي "الاتحاد" السعودي ونادي "سباهان" الإيراني، حاول البعض استخدام الحدث لنشر أجواء قاتمة، وكأن العلاقة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية على وشكِ الانهيار، غير منتبهين إلى أن المملكة منذ اليوم الأول للعلاقات، مدركة أن هنالك صعوبات عدة، وأنه قد تقع بعض المشكلات التي تلبدُ الأجواء، إلا أن الغاية هي حل هذه الوقائع وتجاوزها عبر الدبلوماسية والتواصل الفعال بين البلدين، وهو ما حصل مباشرة بين وزارتي خارجية البلدين.


"الاتحاد السعودي لكرة القدم" كان واضحاً في بيانه، وأنه يقف إلى جانب نادي "الاتحاد" السعودي، إلا أنه في ذات الوقت وضع الحادثة ضمن نصابها الطبيعي، دون أن ينتهج لغة تصعيدية، في سلوك مهني يهدف إلى حل الإشكال وفق اللوائح والأنظمة المعمول بها.
إيرانياً، جاءت تصريحات وزير الخارجية أمير حسين عبداللهيان، لتبين أنه كان على اتصال مباشر مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال أحداث المباراة، مؤكداً اتفاقه مع نظيره السعودي على عدم السماح بأن تكون الرياضة أداة سياسية، موضحاً بشكل صريح أن "العلاقات بين طهران والرياض تسير في الاتجاه الصحيح".


نشاط سعودي!

في ذات الوقت، كان السفير السعودي في إيران عبد الله العنزي، يواصل نشاطاته اليومية بشكل طبيعي، حيث كتب في حسابه بمنصة X "تشرفت باستقبال بعثة نادي الهلال السعودي بالعاصمة الإيرانية طهران بمعية الفاضل صادق درودكر رئیس نادي نساجي مازاندران الإيراني؛ تمهيدًا للمباراة التي ستقام غدًا الثلاثاء في إطار دوري أبطال آسيا بين نادي الهلال السعودي، ونادي ناساجي مازاندران في ملعب آزادي بطهران".
كما أن السفير العنزي، نشر صوراً له من ملعب "آزادي"، 4 أكتوبر الجاري، حيث حضر لقاء فريق "الهلال" وفريق "ناساجي مازاندران"، بحضور معاون وزير الرياضة الإيراني، وسفراء الصين والعراق، وأعضاء بعثة سلطنة عمان وعدد من المسؤولين من الجانبين والاتحاد الآسيوي.
هذا النشاط الدبلوماسي السعودي، والتواصل الدائم مع مسؤولين إيرانيين من قطاعات مختلفة، دليل على أن المملكة عازمة على جعل "الرياضة" جسراً يقود لسلام المنطقة، لا أداة للقطيعة أو الصدام.