المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفتح الإسلامي لسمرقند


ورقان
04-29-2023, 02:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم






سمرقند ( بالأوزبكية: Samarqand ; بالطاجيكية: Самарқанд ; بالفارسية: سمرقند) هي مدينة في أوزبكستان يبلغ عدد سكانها 400,000 نسمة وهي ثاني أكبر مدن أوزباكستان.


تاريخ سمرقند

اختلفت الآراء حول مؤسسها فهناك بعض الآراء ترى أنه (كيكاوس بن كيقباذ) وهناك آراء تقول إنه (الإسكندر الأكبر) وهناك من يرى أنه (شمر أبو كرب) ولذلك سميت (شمركنت) وعربت إلى (سمرقند).


الفتح الإسلامي

في سنة (87هـ ـ 705 م) تم الفتح الإسلامي لمدينة "سمرقند" على يد القائد المسلم"قتيبة بن مسلم الباهلي" ثم أعاد فتحها مرة أخرى سنة (92هـ ـ 710م). وبعد الفتح الإسلامي قام المسلمون بتحويل عدد من المعابد إلى مساجد لتأدية الصلاة، وتعليم الدين الإسلامي لأهل البلاد. وفي العصر العباسي ازدهرت مدينة (سمرقند) ازدهاراً كبيراً خصوصاً في عهد الخليفة العباسي (المعتمد على الله) الذي جعل من مدينة (سمرقند) عاصمة لبلاد ما وراء النهر واستمرت كذلك حتى عهد الأمير (أحمد بن إسماعيل) الذي نقل العاصمة إلى بخارى فصارت المدينتان مركزين حضاريين وازدهرت الحياة الاجتماعية والاقتصادية بهما في عهد الدولة السامانية وظلت هكذا حتى خضعت لحكم الدولة الخوارزمية في عهد السلطان (علاء الدين محمد بن تكش) الذي هاجم بلاد ما وراء النهر واستولى على سمرقند عام 606هـ/ 1209م.


الغزو المغولي

في بداية الغزو المغولي للمدينة؛ قام "المغول" بتدمير معظم العمائر الإسلامية، وشهدت نكسة حقيقية حلت بالمدينة حين دكها جنكيز خان فبعد أن خرب بخارى تحرك صوب سمرقند واستخدم الحيلة للإيقاع بها حيث قاد من أهل بخارى جمعاً عظيماً حتى يتصور أهل سمرقند أنهم من جملة جيشه فيفزعون لضخامته ورغم أن هذا الفعل جرى مفعول السحر إلا أن أهل سمرقند لم يسكتوا عن الدفاع عن مدينتهم فأبدوا مقاومة شجاعة لثلاثة أيام وخرجوا في اليوم الثالث من المدينة وهاجموا المغول إلا أن جيوش جنكيز خان قد انتصرت ودخل (جنكيز خان) المدينة في العاشر من المحرم سنة 617هـ/ 1220م وبعد أن خرب قصر الحاكم بها أمر بالقتل والنهب وعامل سمرقند بما عامل به بخارى من قبل كما أسر الآلاف من صناع سمرقند المهرة وفرضت الضرائب الباهظة على من تبقى من السكان في المدينة وأمسى الجزء القديم من المدينة خراباً مهجوراً بسبب تدمير قناة المياه الجارية من قبل المغول ،

وبعد ذلك اتجه "المغول" أنفسهم بعد اعتناق الإسلام إلى تشييد العديد من العمائر الإسلامية، خاصة في العهد التيموري، وذلك على مدى (150) عامًا هي فترة حكمهم لبلاد ما وراء النهر من (617هـ ـ 1220م) إلى عام (772هـ ـ 1370 م).


سمرقند والإسلام

نادى الغلام: يا قتيبة (هكذا بلا لقب) فجاء قتيبة وجلس هو وكبير الكهنة أمام القاضي جُميْع ثم قال القاضي: ما دعواك يا سمرقندي؟ قال: اجتاحنا قتيبة بجيشه ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا. التفت القاضي إلى قتيبة وقال: وما تقول في هذا يا قتيبة؟ قال قتيبة: الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية. قال القاضي: يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب؟ قال قتيبة: لا إنما باغتناهم لما ذكرت لك. قال القاضي: أراك قد أقررت، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة، يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل.

ثم قال: قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن تترك الدكاكين والدور، وأنْ لا يبق في سمرقند أحد، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك!

لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه، فلا شهود ولا أدلة ولم تدم المحاكمة إلا دقائق معدودة، ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم، وبعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات ترتفع وغبار يعم الجنبات، ورايات تلوح خلال الغبار، فسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به.

وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.

فيا لله ما أعظمها من قصة، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق، أرأيتم جيشاً يفتح مدينة ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج؟ والله لا نعلم شبه لهذا الموقف لأمة من الأمم.

بقي أن تعرف أن هذه الحادثة كانت في عهد الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز، حيث أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة، فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم فكانت هذه القصة التي تعتبر من الأساطير.

- هي قصة من كتاب "قصص من التاريخ" للشيخ الأديب علي الطنطاوي.

- وانظر القصة في تأريخ الرسل والملوك للطبري وفتوح البلدان للبلازري.

- كتب الروائي أمين معلوف رواية باسم (سمرقند) بالفرنسية وترجمت للغة العربية.









منقول

ابن الصحراء
04-29-2023, 12:38 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات

ورقان
04-29-2023, 11:16 PM
اخوي ابن الصحراء
جزاك الله خير
يعطيك العافية
كل الشكر و التقدير