المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أساطير الثريا


ورقان
04-19-2023, 10:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم








https://www14.0zz0.com/2023/04/19/19/633690715.jpg (https://www.0zz0.com)

عنقود الثريا، وتظهر في الصورة ألمع سبعة نجوم فيه، والتي تُسمى الشقيقات السبع



الثريا أو الشقيقات السبع أو مسييه 45 وفقًا لفهرس مسييه هي عنقود نجمي مفتوح يقع في كوكبة الثور فوق كتف الجبار الأيمن، وهو أحد ألمع وأشهر العناقيد النجمية المفتوحة.

يتكوّن العنقود من نجوم فتيّة زرقاء ساخنة، تكوّنت كلّها في نفس الوقت تقريباً من سحابة جزيئية قبل حوالي 100 مليون سنة. يُمكن رؤية العنقود بالعين المجرّدة، حيث يبلغ قدره الظاهري ككل حوالي 1.6، ومعظم الناس يستطيعون تمييز ستة من نجوم العنقود بالعين المجردة، ولكن بالرغم من ذلك يستطيع البعض تمييز 8 نجوم أو حتى أكثر.

يُعرف هذا العنقود منذ ما قبل التاريخ، حيث ذكره الفلكيون القدماء كثيراً، وكان قدماء العرب يتبرّكون به وبنوئه وينسحرون بوضوحه وروعته، في حين أن الإغريق تصوّروا نجومه كأنها سبع أخوات ونسجوا حولها بعض الأساطير، وينتشر العنقود على مساحة تبلغ درجتين على الأقل من السماء، وهذا ما يُعادل أربعة أضعاف القمر البدر، لكن كثافة النجوم فيه منخفضة مقارنة بالعناقيد الأخرى.

يحوي العنقود الكثير من النجوم، وغالباً ما يمكن رؤيتها بالعين المجردة في السماء، ويحوي عنقود الثريا الكثير من النجوم والتي يزيد عددها عن 500 نجم، وتبعد عن بعضها البعض أكثر من بعد الأرض عن الشمس (وهذا لا يُعد كثيراً أبداً)، وتنتشر في الفضاء بمساحة تزيد عن 50 سنة ضوئية وبعدها عن الأرض قرابة 440 سنة ضوئية.

ومثل هذه العناقيد المفتوحة تسمى عناقيد أو تجمعات نجمية مفتوحة، لبعد نجومها عن بعضها البعض. وقد سمي هذا التجمع النجمي تيمناً باسم بنات أطلس السبع في الميثولوجيا الإغريقية، اللاتي حولتهن الآلهة إلى نجوم.




https://www14.0zz0.com/2023/04/19/19/521027584.jpg (https://www.0zz0.com)

إحدى الصور التي التقطها مقراب سبيتزر بالأشعة دون الحمراء للثريا في عام 2007




الثريا في الميثولوجيا القديمة

بما أن تجمع الثريا قريب من مسار الشمس، فقد كان جرماً موسميا في كلا النصفين الجنوبي والشمالي للكرة الأرضية، حيث يَظهر في الخريف والربيع. وبالنسبة للقدماء، فقد كان شروق الثريا في الربيع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يَعني بداية موسم الأعمال البحرية. في حين أن غروبها في الخريف كان يعني نهايته. وبما أن الثريا قريبة من مسار الشمس فكثيراً ما تُحتجب خلف القمر والكواكب، وقد كان القدماء يعتبرون هذه أحداثاً عظيمة واستثنائية. الثريا هي من أوائل النجوم التي ذُكرت في الأدب، حيث ذُكرت في الحواليّات الصينية التي تعود إلى 2350 سنة ق.م.

أقدم ذكر أوروبي للثريا هو أحدث بقليل من أول ذكر صيني، حيث ذُكرت في قصيدة لهسيود وأيضاً في الأوديسة لهوميروس. أيضاً ذُكرت الثريا ثلاث مرات في الإنجيل.




https://www14.0zz0.com/2023/04/19/19/430699518.jpg (https://www.0zz0.com)

صورة الجبار في السماء وهو يقاتل الثور كما تخيله القدماء



الإغريق

في الميثولوجيا الإغريقية كانت الثريا هي سبع أخوات. وبعد لقاء مع الجبار (الصياد) أصبح يلاحقهم هن ووالدتهن دائماً عبر السماء (حيث تخيل القُدماء هذا بما أن الثريا تقع أمام الجبار تقريباً بالنسبة لخط دوران السماء). ومن باب الرحمة بهن لمشكلتهن قام الإله زيوس بعد رجاء من أرتميس بتحويلهن إلى سرب من الحمام حيث تمكنوا من الهروب منه والطيران إلى السماء، (ويُقال أيضاً أنهن قتلوا أنفسهن بعد موت أخواتهن المسمّين "القلائص"). وقد كانت الشقيقات السبع رفقاء لأرتميس، وبعد هذه الحادثة غضبت وقامت بقتل الجبار. وبعد قتله وضعته في السماء حيث ما زال يلاحق الشقيقات السبع المُلاحقة الأبدية. ولكن أرتميس ما زالت تزور الشقيقات السبع حيث أن القمر (وأرتميس هي إلهة القمر حسب مُعتقد الإغريق) يَمر قرب الثريا أثناء دورته في السماء وكثيراً ما يَحجبها. وهُناك أساطير إغريقية عديدة تروي القصة بشكل مختلف قليلاً.




https://www14.0zz0.com/2023/04/19/19/576595127.png (https://www.0zz0.com)

خريطة كوكبة الثور، وأثناء تحركها في السماء يبدو نجم الدبران كأنه يتبع الثريا



العرب

كان العرب يُسمون الثريا باسمها لأنهم كانوا يَتبركّون بها وبشروقها ويقولون إن المطر الذي يحدث في أثناء شروقها أو غروبها يَجلب الثروة. وكانت الثريا هي المنزل الثالث من منازل القمر (حيث أن العرب قسّموا المناطق التي يَمر فيها القمر في السماء إلى 28 منطقة تفصل بينها مسافات متساوية أسموها منازل القمر).

وقد كانت تُميّز 6 من نجومها بالعين المُجرّدة وكانوا يُشبهونها بعنقود العنب لتقاربها، ونتيجة لذلك فقد سموها كلها مع بعضها «النجم». وسموا نجم الدبران نسبة إليها حيث أنه «يَدبرها» (أي يتبعها) أثناء الدورة الظاهرية للكرة السماوية، حيث أنه يُشرق ويَغرب بعد الثريا. وقَد سمى العرب الفجوة بين الثريا والدبران «بالضّيقة»، وذلك لأنهم - على عكس الثريا - كانوا يتشاءمون بشروق الدبران وينتحسون به، ويَقولون أنه عندما تُمطر أثناء شروق أو غروب الدبران فإن السنة تَكون جدباء. وقد كان العرب يقولون عن الجوزاء (الجبار) أنها تردف الثريا، حيث أن «رَدْف» جرم لجرم آخر تَعني أن الأول أصبح «رَدفاً» للثاني، أي أصبح خلفه. وكان العرب يقولون: «إذا الجوزاءُ أَرْدَفَتِ الثريّا»، وذلك لأَن الجَوْزاء خَلْف الثريا كالرِّدْف.

وحسب أسطورة عربية، كان الدبران شخصاً فقيراً معدماً في حين أن الثريا كانت فتاة جميلة وشابة، وقد أبهرت الدبران فعزم على خطبتها. لكنه كان يريد لأحد أن يُرافقه إلى الخطبة ولم يجد أحداً. فذهب إلى القمر وطلب منه أن يحاول بقدر استطاعته تزويجه منها، فاستجاب القمر وذهب إليها. لكنها رفضت، وبعد أن ألحّ عليها قالت: «ما أصنع بهذا المعدم الذي لا مال له؟». فرجع القمر وأخبر الدبران بما حدث، لكن الدبران أصرّ على الزواج منها. ولم يكن يملك إلاّ غنماً، فأخذه كله إلى الثريا لكي تقبل بالزواج منه. والعشرون غنمةً التي ساقها الدبران إلى الثريا هي ما أصبح يُسمى «بالقلاص» أو «القلائص»، والذي أصبح اسماً لعنقود نجمي يظهر قريباً من الدبران في السماء. والنجمان القريبان من الدبران هما كلباه، والذين اصطحبهما معه ومع الأغنام. وهكذا أصبح الدبران يدبر (يتبع) الثريا في السماء إلى الأبد ومعه أغنامه، يدبرها أينما ذهبت. وبهذا أصبح الدبران رمزاً للوفاء، في حين أن الثريا أصبح رمزاً للغدر، وقد جاء في بعض الأمثال العربية: «أوفى من الحادي (الحادي الدبران) وأغدر من الثريا».





https://www14.0zz0.com/2023/04/19/19/338662696.jpg (https://www.0zz0.com)

قرص برونزي عُثر عليه في بلدة نبرا الألمانية، يعود لحوالي سنة 1600 ق.م. يعتبر أقدم خريطة فلكية معروفة. لاحظ عنقود الثريا في أعلى اليمين




الأتراك

حسب الأساطير التركية، عندما بدأ الجنس البشري يُبتلى بالشر، قام «تانغري ألغِن» (إله الخلق) بالالتقاء مع أرواح السماء في الثريا («أَلكِر»). وهناك قرروا أن يُحرروا البشر من الابتلاء بإرسال عقاب كان هو الشامان الأول. وبذلك فالثريا هي مصدر للبهجة بالنسبة للقبائل التركية البدوية ووسيلتهم للاتصال والاحتكاك بعالم الآلهة في نفس الوقت.

الصينيون

كان الصينيون يَستدلون على بداية موسم الأمطار بواسطة الثريا، وحسب تخيلهم للسماء فقد كانت تقع في قلب كوكبة التنين. وكانوا يُسمونها "旄頭" والتي تُكتب بالأحرف اللاتينية "máotóu" وتعني «رأس ماو»، أما اسمها الحديث فهو "昴" والتي تُكتب بالأحرف اللاتينية "mǎo" («ماو» بدون تكملة). وكان الصينيون يَعتبرون تردد الثريا (وميضها ثم خفوتها) نذير شؤم بغزو من البرابرة الشماليين.

سكان الأمريكيتين

لدى قبيلة «الكيُوا» في أمريكا الشمالية أساطير مشابهة لتلك الإغريقية. حيث أنه وفقًا لأساطيرهم كانت الثريا سبع عذراوات طَرن إلى السماء بواسطة الروح العظيمة لإنقاذهن من دببة عملاقة. ولدى قبيلة أخرى فإن الثريا هي مجموعة من الأيتام طاروا إلى السماء. وحسب أساطير شعب الإنويت فقد كان هناك دب عظيم يُهدد الجنس البشري، فقامت مجموعة من الكلاب بمطاردته حتى السماء فأصبحوا هم الثريا، وما زالوا يلاحقونه حتى الآن عبر السماوات. وقد كان شعب المايا يَستخدم الثريا وشكلها المميز لمعرفة السماء في الليل.

كان للحسابات التقويمية دور هام في دين شعوب الأنديز. فقد كان يوجد عيدان رئيسيان في انقلابي الشمس الشتائي والصيفي. وقد كانت الثُريا (مثلها في ذلك مثل بقية النجوم والكوكبات) دلالة على فصليّ الشتاء والربيع، ولذلك فقد كانت تُستخدم في معرفة الفصول وكانت رؤيتها في السماء في بداية الليل تعني بداية موسم الزراعة.







منقول

الورده الجميله
05-10-2023, 07:17 AM
طرح في غايه الروعه والجمال
سلمت اناملك على الانتقاء الجميل
ولاحرمنا جديدك القادم