النشمي
02-21-2023, 08:39 PM
https://www.rem2b.net/vb/images/icons/3-zf91.gifطيبة القلب والخيار الصعب
أأكون طيّبَ القلب، رقيقَ الطّبْع كما أنا، أم أتغيّر لأكون قاسيًا مثل الناس؛ كي أستطيع العيش بينهم؟!
إنه بالفعل خيارٌ صَعْبٌ، ومُعضِلة نفسية ربما تُواجِه البعض أو الكثير اليوم، يبدو أن الطيبة ورِقّة الطّبْع
إذا سادت وظهَرت، والنوايا إذا خلَصَتْ، والقلب إذا صفا وتطهّر، صار ذلك الجمال كله اليوم
وحسب الواقع فإن الآخرين - إلا مَن رَحِمَ الله - يستغلّونه استغلالًا سيئًا، ويَصفونه وصفًا لا يَليق به.
صارت الطيبة ورِقّة الطّبْع لدى الآخرين تُؤَوّل على أنها غباء أو سذاجة، أو على أقل تقدير قد يصفونك
بضَعْف الشخصية، في الوقت الذي تجد فيه أن أعظمَ وألطف ما تتميّز به بوصفك إنسانًا - بعد عَقْلك -
هو قلبك الذي أودَعه الله بين ضلوعك وعَظْمِك، والذي حين يَنبِض، فإنه يُجبِر مشاعرك ورِقّتك
على أن تَنبِض معه، فتتكوَّن بذلك منظومةُ مشاعِرَ راقية طيبة نبَعت مِن قلب راقٍ طيب.
هل يعلم أصحاب القلوب القاسية أن الإنسان لو تجرّد من القلب، لتجرّد من كل جميل، بل مِن الرحمة؟!
هل يعلم ذَوُو القلوب القاسية المتحجّرة أن القلب لو مات، لَمات معه كلُّ شيء،فيصير صاحبُه بلا عقلٍ ولا هُوِيّة؟!
هل يعلم ذَوُو القلوب المتحجّرة أن طيبة القلب هي دلالة على القلب السليم الطاهر المجرّد من كل خُبْثٍ وصَدَأٍ؟!
للأسف صِرْنا في زمانٍ انعدَمتْ فيه - أو قُلْ: ندَرتْ فيه - القلوبُ السليمة إلا مَنْ رَحِم الله.
إن مَنْ فَقَدَ طيبة القلب ورِقّة الطّبْع، فَقَدْ فَقَدَ كلَّ إنسانيّته.
الرجلُ مع امرأته، والمرأةُ مع زوجها، والوالدان مع الأبناء، والأبناءُ مع الوالدين
والمديرُ مع موظّفيه، والموظفون مع المدير؛ وهكذا في عموم شرائح بني الإنسان..
قلبُك في أَمَسِّ حاجته إلى أن تُحْييه، وتَسْقيه حتى لا يموت، فقلبك لو مات ماتَتْ معه إنسانيتُك
وخسِرت نفسَك، ومَنْ حولَك، بل ستخسر حتمًا رِضا ربّك ورحمتَه.
يا سادة:
إن طيبة القلب ورُقيَّ الطّبْع لهي الرّقي بجماله، والجمال بعينه، وهي المعبّرة
عن الذوق الأخلاقي الأصيل، لكن سبحان الله، يبدو أن الكثيرين اليوم لا
يعملون حسابًا إلا لأصحاب القلوب القاسية غير المخلصة، وغير الوفيَّة
أصحاب الألسنة اللاذعة، والكلمات الجارحة، والمواقف المؤلمة.
الأمر الذي يجعلك تقف حائرًا في المنتصف، أأكون طيّبَ القلب، راقيَ الطّبْع
كما أنا، أم أتغيّر لأكون قاسيًا كالناس؛ كي أستطيع العيش في وسطهم؟!
في اعتقادي:
أرى أنه لا يجب أن يتغيّر الشخص الطيب الراقي في طباعه، صاحب الكرم الأخلاقي والقلبي
ليكون مثل هؤلاء الآخرين، فكل ما عليه أن يفعلَه أن يكون بالضرورة معتدلًا في طيبته وطيبة قلبه
ورِقّة طبعه؛ حتى لا يأكله الآخرون في هذه الدنيا الصعبة التي صارت تَعِجُّ بالكثير
من موازين التعامُلات المغلوطة وغير المتوازنة في نفوس كثير من الناس.
اعتنُوا بقلوبكم وتمسّكوا بطيبتكم ورِقّة طباعكم، ويكفيكم قولُ ربّكم:
﴿ إِلّا مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 89].
أأكون طيّبَ القلب، رقيقَ الطّبْع كما أنا، أم أتغيّر لأكون قاسيًا مثل الناس؛ كي أستطيع العيش بينهم؟!
إنه بالفعل خيارٌ صَعْبٌ، ومُعضِلة نفسية ربما تُواجِه البعض أو الكثير اليوم، يبدو أن الطيبة ورِقّة الطّبْع
إذا سادت وظهَرت، والنوايا إذا خلَصَتْ، والقلب إذا صفا وتطهّر، صار ذلك الجمال كله اليوم
وحسب الواقع فإن الآخرين - إلا مَن رَحِمَ الله - يستغلّونه استغلالًا سيئًا، ويَصفونه وصفًا لا يَليق به.
صارت الطيبة ورِقّة الطّبْع لدى الآخرين تُؤَوّل على أنها غباء أو سذاجة، أو على أقل تقدير قد يصفونك
بضَعْف الشخصية، في الوقت الذي تجد فيه أن أعظمَ وألطف ما تتميّز به بوصفك إنسانًا - بعد عَقْلك -
هو قلبك الذي أودَعه الله بين ضلوعك وعَظْمِك، والذي حين يَنبِض، فإنه يُجبِر مشاعرك ورِقّتك
على أن تَنبِض معه، فتتكوَّن بذلك منظومةُ مشاعِرَ راقية طيبة نبَعت مِن قلب راقٍ طيب.
هل يعلم أصحاب القلوب القاسية أن الإنسان لو تجرّد من القلب، لتجرّد من كل جميل، بل مِن الرحمة؟!
هل يعلم ذَوُو القلوب القاسية المتحجّرة أن القلب لو مات، لَمات معه كلُّ شيء،فيصير صاحبُه بلا عقلٍ ولا هُوِيّة؟!
هل يعلم ذَوُو القلوب المتحجّرة أن طيبة القلب هي دلالة على القلب السليم الطاهر المجرّد من كل خُبْثٍ وصَدَأٍ؟!
للأسف صِرْنا في زمانٍ انعدَمتْ فيه - أو قُلْ: ندَرتْ فيه - القلوبُ السليمة إلا مَنْ رَحِم الله.
إن مَنْ فَقَدَ طيبة القلب ورِقّة الطّبْع، فَقَدْ فَقَدَ كلَّ إنسانيّته.
الرجلُ مع امرأته، والمرأةُ مع زوجها، والوالدان مع الأبناء، والأبناءُ مع الوالدين
والمديرُ مع موظّفيه، والموظفون مع المدير؛ وهكذا في عموم شرائح بني الإنسان..
قلبُك في أَمَسِّ حاجته إلى أن تُحْييه، وتَسْقيه حتى لا يموت، فقلبك لو مات ماتَتْ معه إنسانيتُك
وخسِرت نفسَك، ومَنْ حولَك، بل ستخسر حتمًا رِضا ربّك ورحمتَه.
يا سادة:
إن طيبة القلب ورُقيَّ الطّبْع لهي الرّقي بجماله، والجمال بعينه، وهي المعبّرة
عن الذوق الأخلاقي الأصيل، لكن سبحان الله، يبدو أن الكثيرين اليوم لا
يعملون حسابًا إلا لأصحاب القلوب القاسية غير المخلصة، وغير الوفيَّة
أصحاب الألسنة اللاذعة، والكلمات الجارحة، والمواقف المؤلمة.
الأمر الذي يجعلك تقف حائرًا في المنتصف، أأكون طيّبَ القلب، راقيَ الطّبْع
كما أنا، أم أتغيّر لأكون قاسيًا كالناس؛ كي أستطيع العيش في وسطهم؟!
في اعتقادي:
أرى أنه لا يجب أن يتغيّر الشخص الطيب الراقي في طباعه، صاحب الكرم الأخلاقي والقلبي
ليكون مثل هؤلاء الآخرين، فكل ما عليه أن يفعلَه أن يكون بالضرورة معتدلًا في طيبته وطيبة قلبه
ورِقّة طبعه؛ حتى لا يأكله الآخرون في هذه الدنيا الصعبة التي صارت تَعِجُّ بالكثير
من موازين التعامُلات المغلوطة وغير المتوازنة في نفوس كثير من الناس.
اعتنُوا بقلوبكم وتمسّكوا بطيبتكم ورِقّة طباعكم، ويكفيكم قولُ ربّكم:
﴿ إِلّا مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 89].