المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصّة قَصيرَة | لَيسَ كلّ مَأ تَرَآه حَقِيقَة .. !


النشمي
10-22-2022, 12:07 PM
قصّة قَصيرَة | لَيسَ كلّ مَأ تَرَآه حَقِيقَة .. !


كآن الجوّ قآرصآ ، كذلك اليوم تمآمآ ...
و هآ هي مجدّدآ فوق سطح المدرسة ، وآقفة في نفس المكآن ، مكآن خطير للغآية
تنظر بعينيهآ البآهتتين للأسفل ، عينآن لآ تعكس شيئآ سوى الظلآم
لم يعد يخيفهآ عمق المشهد التي ترآه ، لم يعد يخيفهآ شيء
!
الأمّ : ريم تعآلي و افطري لقد بآت الفطور جآهزآ !
ريم : حآضر يآ أمي أنآ قآدمة.
تجلس مقآبلة أمّهآ و ابتسآمة عريضة تعلو وجههآ اللطيف ، لكن خلف تلك الابتسآمة حزن عميق.
الأمّ : ريم هل أنت مريضة ؟ وجهك شآحب للغآية !
ريم : أبدآ يآ أمّي أنآ بخير ، لم أنم جيّدآ ليلة البآرحة ، هذآ كلّ مآ في الأمر.
الأمّ : هذآ مريح ، هيّآ يآ عزيزتي كلي جيّدآ كي تكبري ب صحّة جيّدة ،
فالطعآم الصحيّ هو سرّ حيآة صحيّة و طويلة.
ريم : أكيد يآ أمّي ، أكيد ...
-
أكملت حصّتهآ من الطعآم و حملت حقيبتهآ للذهآب الى المدرسة مودّعة وآلدتهآ
بنفس تلك الابتسآمة المريبة و تخرج من المنزل.
بعد خروجهآ من المنزل و في طريقهآ الى المدرسة التقت الفتآة بصديقتهآ .
انّهآ صديقة طفولتهآ ، اسمهآ لآسي ، و هي فتآة مرحة و لطيفة.
- لآسي : ريمآ ، كيف هو حآل وآلدتك ؟ هل تحسّنت قليلآ ؟
- ريمآ : مثل مآ هي ...
- لآسي : فهمت ...
سآد صمت قصير غرقت خلآله كل من الفتآتين في تفكير عميق ، ثمّ أردفت لآسي مستفسرة من جديد :
- هل لآ تزآل وآلدتك تنآديك باسم أختك المتوفآة ؟
لم لآ تجربين موآجهتهآ بالحقيقة ؟ قد تقتنع هذه المرّة ربّمآ ؟
ريمآ : لآ فآئدة من الأمر ، قلت لك أنهآ لم تتحسّن ، لن تقتنع أبدآ !
لآسي : لكنّهآ تعتبر أنك ريم نفسهآ و تعآملك على هذ الأسآس ، هل ستكونين على مآ يرآم ؟
ريمآ : أنآ بخير...
ثم وصلتآ الفتآتآن الى المدرسة و افترقتآ ، فكلّ منهمآ تنتمي الى فصل معيّن
لكنهمآ في نفس العمر و السنة الدرآسية.
مرّ يوم طويل ، كآن يزدآد ثقلآ على ريمآ خصوصآ بغيآب أختهآ ريم التي توفيت منذ عآمين في حآدث غآمض.
-
كآنت هنآك طآلبة جديدة قد انتقلت الى هنآ مؤخّرآ ، لآ تعرف حقيقة أمر مآ
هذه الحقيقة هي أنّ ريمآ هي نفسهآ ريم !
نعم ، فالكلّ ينآدي ريمآ باسم اختهآ و يعآملهآ على أسآس أنّهآ أختهآ و ليست هي.
لكن هذه الطآلبة كآنت قد سمعت لآسي صدفة تنآديهآ باسم آخر و هو ''ريمآ ''
ظنّت في بآدئ الآمر أنّهآ تتربّج بهآ بمآ أنهمآ صديقتآ طفولة بزيآدة حرف الألف
لكنّهآ تأكّدت أن الأمر لم يكن كذلك حين سمعت بعض الطآلبآت يتحدّثن عنهآ و عن قصّتهآ.
كآنت احدى الطآلبآت تقول أنّ ريم ليست ريم بل ريمآ و أن لهآ أخت توأم اسمهآ ريم
كآنت قد ألقت بنفسهآ من سطح المدرسة منذ عآمين و أنهآ ربّمآ كآنت تتعرض الى التنمّر في ذلك الوقت.
بعدهآ بقليل اقتربت الطآلبة الجديدة من الفتيآت و قآلت مستفسرة :
اذآ كآنت أختهآ قد مآتت فلمآذآ تدعونهآ باسم أختهآ و ليس باسمهآ ؟
أجآبت احدى الطآلبآت برفق و جديّة :
الأمر معقّد قليلآ ، فأمّهآ مريضة قليلآ ، بعد صدمتهآ بخبر وفآة أبنتهآ و نظرآ للشبه الكبير بين الابنتين
قرّرت أن تبدّلهمآ في عقلهآ ، فصآرت تنآدي ابنتهآ ريمآ باسم المتوفآة ريم.
و عندمآ أخذهآ وآلد الفتآتين الى الطبيب ، اقترح الأخير أن ينآدي الجميع ريمآ باسم اختهآ ريم في الوقت الحآلي
على الأقّل أمآم أمّهآ فقط حتّى تتعآفى ، لكن يبدو أن الجميع تعوّد بهذآ الأمر ، بمآ أن أمّهآ لم تشفى من الصدمة حتى الآن.
-
انتهى الدوآم و كآن من المفترض أن تخرج الصديقتآن لآسي و ريمآ لتلتقيآ كالعآدة عند بوآبة المدرسة ، لكن ريمآ لم تظهر !
قلقت لآسي كثيرآ و بدأت دقآت قلبهآ تتسآرع ، لكنهآ تمآلكت عقلهآ و تذكرت المكآن الذي من الممكن أن تذهب اليه ريمآ عآدة حين تتأخر
كآن ذلك المكآن هو سطح مدرستهم ، ليست أوّل مرّة تغيب فيهآ ريمآ عن موعد الخروج
لكن لآسي كآنت قلقة جدّآ من أمر وآحد فقط !
-
صعدت لآسي بخفّة السلم المؤدي الى سطح المدرسة حتى وصلت الى هنآك لتشآهد بأمّ عينيهآ مآ كآنت خآئفة منه !
شآهدت ريمآ و هي وآقفة مجّددآ ، على صور السطح ، بجسدهآ و روحهآ المنهكين تمآمآ !
صرخت لآسي بكلّ قوّتهآ : ريم أوه لآ أقصد ريمآ ، ترآجعي لآ تفعليهآ !
التفتت ريمآ بوجههآ الشآحب و عينيهآ البآهتتين الى لآسي و أردفت قآئلة بصوت منهك :
حتّى أنت يآ لآسي ؟ لآزلت تخطئين بيننآ ؟ حتى بعد أن مآتت هي ؟
لآسي : لم أقصد صدقيني ! تعرفين أنني أكثر شخص يعرفكمآ جيّدآ ، لكن ترآجعي أوّلآ ، ذلك المكآن خطير للغآية !
ريمآ : أعرف أنّه خطير ، لذلك أنآ هنآ ، سأفعلهآ هذه المرّة ، لن تتمكني من ايقآفي مجدّدآ.
أجآبت لآسي بنبرة حآدّة : و مآذآ ان القيت نفسك من هنآك ؟ مآذآ سيتغيّر أخبريني ؟ هل ستعود أختك الى الحيآة ؟
مستحيل ، فالموتى لآ يعودون أنت تعرفين هذآ جيّدآ.
عليك أنت تعيشي حيآتك أيضآ !
ردّت ريمآ بانفعآل : لن تعود لكنّني سأرتآح !
على أيّ حآل هل تظنين أنّني أعيش حيآتي الآن ؟ أنآ أعيش حيآتهآ هي !
أمّي الى حدّ الآن تعتبرني هي ، تعآملني على أنّني ريم ، و الكلّ يعآملني على هذآ النحو لأجل شفآء أمّي
حتّى أنت صرت مثلهم ...
لكن أين أنآ ؟ لقد متّ مكآنهآ حين ألقت هي بنفسهآ من هنآ ، في نفس هذآ المكآن !
ريم لم تمت لكن أنآ هي من متّ حينهآ ..
لآسي : لكنّك تعرفين أن هذه هي الطريقة الوحيدة لشفآء أمّك المريضة ، و أنت وآفقت على هذآ الأمر أيضآ.
ابلتعت ريقهآ ثمّ اقتربت شيئآ فشيئآ من صديقتهآ و أضآفت :
عليك أنت تنزلي الآن هآت يدك أمسكهآ ، لآ تتردّدي هآتيهآ ، عليك أن تنجي ، لأجل أمك المسكينة على الأقلّ.
بعد تردّد دآم طويلآ أمسكت ريمآ يد لآسي و نزلت ، ثم احتظنت لآسي صديقتهآ بقوة و ابتسآمة خبيثة تعلو وجههآ و همست :
-
صحيح ، عليك أن تعيشي لأرآك تتعذبين أكثر ، لآ تموتي مثل أختك التي دفعتهآ بنفسي ، من حآفة السطح !
-
ليس كلّ مآ نرآه حقيقة ، فنحن لآ نرى من الحقيقة سوى نصفهآ أو ربمآ لآ نرآهآ أصلآ !
فليس كلّ صديق هو صديق حقيقي ، ربّمآ يكون من ظننته صديقآ وفيآ ، هو نفسه ألدّ أعدآءك
و ليس كلّ من يبتسم فهو لآ يعآني ، بالعكس أكثر شخص يبتسم هو أكثر من يعآني
أيضآ لآ يجب أن تنهك روحك و عقلك من أجل أشيآء غير منطقيّة أو بلآ جدوى




-----------------------

شمس الصباح
11-05-2022, 10:20 PM
دائما متميز في الإنتقاء
سلمتي على روعة طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمتي ودام لنا روعة مواضيعك
لك خالص إحترامى