ابن الصحراء
05-09-2022, 10:51 PM
ابن خلدون
هو عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي "1332 - 1406م"، من أصول أندلسية، ومولده في تونس، برع ابن خلدون في شتى العلوم، ولم يقتصر علمه على التاريخ، فقد أشار أنه في صغره قد حفظ القرآن الكريم وألمّ بالقراءات السبع وعني بالتفسير والحديث، وتعمّق في النحو والفقه، ولم يقتصر في تلقي هذه العلوم على أبيه محمد، بل اتصل بكبار علماء تونس، ولم يبلغ الثامنة عشرة حتى أصبح طويل الباع في الفقه وعلوم الدين، كما درس علم الحديث وأحاط بأصول المنطق وآراء الفلاسفة وكتبهم، ويعد الفيلسوف ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، وأبًا للتاريخ والاقتصاد، ولكن إسقاطات ابن خلدون النفيسة، ودرره المكنونة، لم تستغل كل الاستغلال، فقد برع في وقت كانت الامة الإسلامية تشهد فيه جوًا من الصخب والتنازع.[٤] ومن مؤلفاته وأبرز ما كَتَبَ في علم التاريخ، كتابه "كتاب العِبَر، وديوان المبتدأ والخبر في أيّام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، وينقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة أجزاء: الأول: المقدِّمة؛ وفيها تأمُّلات عميقة حول الحضارة الإنسانية، والثاني: يهتمّ بتاريخ الأمم الممالك، والثالث: سيرة ابن خلدون الذاتية، وقد تُرجمَت مقدمتُه إلى مختلف لغات العالم عدَّة مرات! ومن مؤلفاته أيضًا "شفاء السائل لتهذيب المسائل"، ومذكراته "التعريف بابن خلدون ورحلاته شرقًا وغربًا"، وقد تُوُفِّي ابن خلدون بمصر سنة "808هـ / 1406م"، عن عمر يناهز "78"، ودفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة، رحمه الله.
عروة بن الزبير الأسدي
إن مؤسس علم التاريخ الأول في الإسلام هو أبو عبد الله عُروة بن الزُبير بن العوام الأسدي، تابعي ومحدث ومؤرخ مسلم، ولد عروة بن الزبير على أرجح الأقوال سنة 23 هـ، ونشأ في المدينة المنورة كسائر أبناء الصحابة، نشأ محبًا للعلم، وتعددت معارف عروة بن الزبير، وشملت هذه المعارف الحديث والتفسير والشعر والفقه، إضافة إلى السيرة والمغازي التي لا ينازعه فيها منازع من شيوخ عصره، ويعد عروة بن الزبير بحق أول من صنف في المغازي أو كتب الغزوات، ولكن مصنفاته لم تكن كتبًا بالمفهوم المتعارف عليه الآن بين الدارسين، وإنما كانت عبارة عن رسائل، والتي تشبه الآن فكرة الفصل.
وقد كان يجمع في الرسالة تفصيل حدث أو أحداث مجتمعة، بدأ بتأريخ العصر الإسلامي منذ العهد المكي، وهجرة المسلمين إلى المدينة، وهجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ثم الفترة المدنية وما فيها من أحداث ومواقف، وسرايا ومغازي كبدر وقينقاع وغيرها، ومن ثم فتح مكة وغزوة حنين، إلى وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، كذلك سجلت مرويات عروة بن الزبير تاريخَ الخلافة الراشدية، ابتداء بأبي بكر وعمر وعثمان إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم جميعًا-، وذكر فيها فتنة مقتل عثمان - رضي الله عنه- وواقعة الجمل، وتميز سرد عروة بن الزبير بالنزاهة والشفافية، غير أنه كان ينقل من مصادر مباشرة، إما عن طريق مشاهدته أو من شهود العيان.
التأريخ في العصر الحديث اشتهر عدد من المؤرخين في العصر الحديث، ولعلّ أشهرهم وأشملهم، هو المؤرخ والمترجم الكبير محمد عبد الله عنان، وهو محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عرفة العناني، وُلِد في 7 من يوليو 1896م / 26 من المحرم 1314هـ، في قرية بشلا مركز ميت غمر بالدقهليَّة، حفظ القران الكريم مبكراً، وحصل على شهادة الحقوق سنة 1914م، وعمل صحفيًا وكاتبًا في الصحف، وعمل محامياً أيضًا وانخرط في الحياة الوطنية السياسية والحزبية، وكان أحد أشهر الكتاب المرموقين، ولم يقتصر علمه على التاريخ فحسب، وإنما كان بحرًا في السياسة والترجمة، ومن أشهر مؤلفاته:[٦] قضايا التاريخ الكبرى. تراجم إسلامية. ابن خلدون حياته وتراثه الفكري. لسان الدين بن الخطيب. المآسي والصور. تاريخ الجامع الأزهر. مأساة مايرلنج. تاريخ المؤامرات السياسية. تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة. الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية. تراجم إسلامية شرقية وأندلسية. المذاهب الاجتماعية الحديثة
هيرودوت
على مرّ العصور، كان لبعضهم بصمة خلّدت ذكراه، حسب اختصاصه، في الطب مثلًا أو الفيزياء أو الكيمياء، أو الرياضيات أو الأدب، أو حتى التاريخ، فعندما يذكر علم التاريخ يقترن به اسم المؤرخ الأول "أبو التاريخ" هيرودوت، وهو مؤرخ يوناني وُلد في هاليكارناسوس بالإمبراطورية الفارسية "بدروم - تركيا حاليًا" وعاش في القرن الخامس قبل الميلاد، وقد كان هيرودوت معاصرًا لتوكيديدس، مؤلف تاريخ الحرب الپلوپونزية، الذي أرّخ للحرب التي دارت في القرن الخامس قبل الميلاد بين أسبارطة وأثينا إلى سنة 411 ق.م. وقد وُصِف توكيديدس بأنه "أبو التاريخ العلمي" بسبب معاييره الصارمة في جمع الأدلة وتحليلها في صورة السبب والتأثير بدون الإشارة إلى تدخل من الآلهة، وسقراط الذي يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية، ويوريديس، وعادة ما يشار إلى هيرودوت "بأبي التاريخ" اللقب الذي منحه إياه لأول مرة شيشرون.[٣] وكان هيرودوت أول مؤرخ يشتهر بكسره للتقليد الهومري بمعالجة الموضوعات التاريخية كوسيلة للتحقيق الدقيق، بجمع مواده بطريقة منهجية، وترتيبها في سرد تأريخي، زار في رحلاته التاريخية عددًا كبيرًا من أصقاع العالم المعروف وقتئذ، والتي امتدت من شواطئ البحر الأسود شمالًا، إلى أقاصي مصر جنوبًا، ومن جنوبيّ إيطاليا غربًا إلى شواطئ الخليج العربي شرقًا، يتألف تاريخه من تسعة كتب، وأورد في أحد هذه الكتب مقولته الشهيرة: "مصر هبة النيل"، وبالرغم من الأهمية التاريخية لهيرودوت، إلا أن حياته الشخصية لا يعرف عنها الكثير
هو عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي "1332 - 1406م"، من أصول أندلسية، ومولده في تونس، برع ابن خلدون في شتى العلوم، ولم يقتصر علمه على التاريخ، فقد أشار أنه في صغره قد حفظ القرآن الكريم وألمّ بالقراءات السبع وعني بالتفسير والحديث، وتعمّق في النحو والفقه، ولم يقتصر في تلقي هذه العلوم على أبيه محمد، بل اتصل بكبار علماء تونس، ولم يبلغ الثامنة عشرة حتى أصبح طويل الباع في الفقه وعلوم الدين، كما درس علم الحديث وأحاط بأصول المنطق وآراء الفلاسفة وكتبهم، ويعد الفيلسوف ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، وأبًا للتاريخ والاقتصاد، ولكن إسقاطات ابن خلدون النفيسة، ودرره المكنونة، لم تستغل كل الاستغلال، فقد برع في وقت كانت الامة الإسلامية تشهد فيه جوًا من الصخب والتنازع.[٤] ومن مؤلفاته وأبرز ما كَتَبَ في علم التاريخ، كتابه "كتاب العِبَر، وديوان المبتدأ والخبر في أيّام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، وينقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة أجزاء: الأول: المقدِّمة؛ وفيها تأمُّلات عميقة حول الحضارة الإنسانية، والثاني: يهتمّ بتاريخ الأمم الممالك، والثالث: سيرة ابن خلدون الذاتية، وقد تُرجمَت مقدمتُه إلى مختلف لغات العالم عدَّة مرات! ومن مؤلفاته أيضًا "شفاء السائل لتهذيب المسائل"، ومذكراته "التعريف بابن خلدون ورحلاته شرقًا وغربًا"، وقد تُوُفِّي ابن خلدون بمصر سنة "808هـ / 1406م"، عن عمر يناهز "78"، ودفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة، رحمه الله.
عروة بن الزبير الأسدي
إن مؤسس علم التاريخ الأول في الإسلام هو أبو عبد الله عُروة بن الزُبير بن العوام الأسدي، تابعي ومحدث ومؤرخ مسلم، ولد عروة بن الزبير على أرجح الأقوال سنة 23 هـ، ونشأ في المدينة المنورة كسائر أبناء الصحابة، نشأ محبًا للعلم، وتعددت معارف عروة بن الزبير، وشملت هذه المعارف الحديث والتفسير والشعر والفقه، إضافة إلى السيرة والمغازي التي لا ينازعه فيها منازع من شيوخ عصره، ويعد عروة بن الزبير بحق أول من صنف في المغازي أو كتب الغزوات، ولكن مصنفاته لم تكن كتبًا بالمفهوم المتعارف عليه الآن بين الدارسين، وإنما كانت عبارة عن رسائل، والتي تشبه الآن فكرة الفصل.
وقد كان يجمع في الرسالة تفصيل حدث أو أحداث مجتمعة، بدأ بتأريخ العصر الإسلامي منذ العهد المكي، وهجرة المسلمين إلى المدينة، وهجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ثم الفترة المدنية وما فيها من أحداث ومواقف، وسرايا ومغازي كبدر وقينقاع وغيرها، ومن ثم فتح مكة وغزوة حنين، إلى وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، كذلك سجلت مرويات عروة بن الزبير تاريخَ الخلافة الراشدية، ابتداء بأبي بكر وعمر وعثمان إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم جميعًا-، وذكر فيها فتنة مقتل عثمان - رضي الله عنه- وواقعة الجمل، وتميز سرد عروة بن الزبير بالنزاهة والشفافية، غير أنه كان ينقل من مصادر مباشرة، إما عن طريق مشاهدته أو من شهود العيان.
التأريخ في العصر الحديث اشتهر عدد من المؤرخين في العصر الحديث، ولعلّ أشهرهم وأشملهم، هو المؤرخ والمترجم الكبير محمد عبد الله عنان، وهو محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عرفة العناني، وُلِد في 7 من يوليو 1896م / 26 من المحرم 1314هـ، في قرية بشلا مركز ميت غمر بالدقهليَّة، حفظ القران الكريم مبكراً، وحصل على شهادة الحقوق سنة 1914م، وعمل صحفيًا وكاتبًا في الصحف، وعمل محامياً أيضًا وانخرط في الحياة الوطنية السياسية والحزبية، وكان أحد أشهر الكتاب المرموقين، ولم يقتصر علمه على التاريخ فحسب، وإنما كان بحرًا في السياسة والترجمة، ومن أشهر مؤلفاته:[٦] قضايا التاريخ الكبرى. تراجم إسلامية. ابن خلدون حياته وتراثه الفكري. لسان الدين بن الخطيب. المآسي والصور. تاريخ الجامع الأزهر. مأساة مايرلنج. تاريخ المؤامرات السياسية. تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة. الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية. تراجم إسلامية شرقية وأندلسية. المذاهب الاجتماعية الحديثة
هيرودوت
على مرّ العصور، كان لبعضهم بصمة خلّدت ذكراه، حسب اختصاصه، في الطب مثلًا أو الفيزياء أو الكيمياء، أو الرياضيات أو الأدب، أو حتى التاريخ، فعندما يذكر علم التاريخ يقترن به اسم المؤرخ الأول "أبو التاريخ" هيرودوت، وهو مؤرخ يوناني وُلد في هاليكارناسوس بالإمبراطورية الفارسية "بدروم - تركيا حاليًا" وعاش في القرن الخامس قبل الميلاد، وقد كان هيرودوت معاصرًا لتوكيديدس، مؤلف تاريخ الحرب الپلوپونزية، الذي أرّخ للحرب التي دارت في القرن الخامس قبل الميلاد بين أسبارطة وأثينا إلى سنة 411 ق.م. وقد وُصِف توكيديدس بأنه "أبو التاريخ العلمي" بسبب معاييره الصارمة في جمع الأدلة وتحليلها في صورة السبب والتأثير بدون الإشارة إلى تدخل من الآلهة، وسقراط الذي يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية، ويوريديس، وعادة ما يشار إلى هيرودوت "بأبي التاريخ" اللقب الذي منحه إياه لأول مرة شيشرون.[٣] وكان هيرودوت أول مؤرخ يشتهر بكسره للتقليد الهومري بمعالجة الموضوعات التاريخية كوسيلة للتحقيق الدقيق، بجمع مواده بطريقة منهجية، وترتيبها في سرد تأريخي، زار في رحلاته التاريخية عددًا كبيرًا من أصقاع العالم المعروف وقتئذ، والتي امتدت من شواطئ البحر الأسود شمالًا، إلى أقاصي مصر جنوبًا، ومن جنوبيّ إيطاليا غربًا إلى شواطئ الخليج العربي شرقًا، يتألف تاريخه من تسعة كتب، وأورد في أحد هذه الكتب مقولته الشهيرة: "مصر هبة النيل"، وبالرغم من الأهمية التاريخية لهيرودوت، إلا أن حياته الشخصية لا يعرف عنها الكثير