المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة العالم جورج برنارد دانتزغ


ابن الصحراء
05-08-2022, 11:07 PM
تعرّف على قصة الطالب الذي حل معادلتين إحصائيتين
عجز عن حلهما عباقرة العالم ..!!لقد حللتهما يا جورج !!


عالم رياضيات أمريكي ولد في 8 نوفمبر 1914م في بورتلاند، حصل على البكالوريوس من جامعة ميريلاند في عام 1936م في الرياضيات والفيزياء، ثم حصل على درجة الماجستير في الرياضيات من جامعة ميشيغان في عام 1938م، بعد سنتين في مكتب إحصاءات العمل التحق ببرنامج الدكتوراه في الرياضيات في جامعة كاليفورنيا، بيركلي حيث درس الاحصاءات، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية أخذ إجازة من برنامج الدكتوراه للإنضمام إلى القوات الجوية الأمريكية مكتب الرقابة الإحصائية، وفي عام 1946م عاد إلى بيركلي لاستكمال برنامج الدكتوراه في ذلك العام، وفي عام 1952م أنضم إلى قسم الرياضيات في مؤسسة راند، وبحلول عام 1960م أصبح أستاذا في جامعة كاليفورنيا (بركلي)، حيث أسس وأصدر مركز بحوث العمليات، في عام 1966م التحق بجامعة ستانفورد المرموقة كأستاذ بحوث العمليات وعلوم الحاسب الآلي وعمل بروفسور لسنوات فيها، وفي عام 1973م أسس مختبر نظم التحسين، وفي وقت لاحق أصبح أستاذاً وأحيل إلى التقاعد الإلزامي، وتوفي في 13 مايو 2005م عن عمر يناهز التسعين عام، بعد إنجازات عظيمة حققها في بحوث العمليات، علوم الكمبيوتر، وحصل على أعلى جوائز الرياضيات في العالم ..

لعل من أشهر القصص التي يعتمد عليها خبراء التحفيز والتنمية الذاتية هي قصة الألماني الأصل الأمريكي الجنسية جورج دانتزغ (George Dantzig)، دارس الرياضيات الذي لم يكن راضياً عما درسه، فقرر دراسة المزيد من الرياضيات، خاصة علم الإحصاء، ولذا التحق في عام 1939م بجامعة بيركلي لدراسة منهج مخصص للإحصاء، وهو في سن الرابعة والعشرين ..

يقول جورج أعطاني والدي في مراحل دراستي آلاف مسائل الرياضيات والإثباتات المعقدة لأحلها، ليدربني، وكان والده عالم رياضيات ولغويات ألف في عام 1920م أحد أشهر كتب الرياضيات “الرقم: لغة العلم”..

قصتة وعبقريتة كانت في أول عام له في السنة التحضيرية في الدكتوراه، وكان عمره حينها 25 عام، وصل متأخراً إلى محاضرة يلقيها عالم الرياضيات والإحصاء Jersy Neyman ووجده قد كتب مسألتين إحصائيتين على السبورة ..

جرت العادة في الدرس أن يكتب أستاذ المادة على اللوحة مسألة أو أثنتين ليحلوها كواجب، لكي يعمل الطلاب على محاولة حلهم، وتقديم الحل للأستاذ في الدرس التالي، حدث ذات يوم أن تأخر جورج على بداية هذا الدرس، ودخل وجلس، وطالع اللوحة فوجد عليها مسألتين، أعتقد جورج أن المسألتين المكتوبتين واجبات ليحلوها في المنزل، نقشهم ونقلهم على ورقته ثم عاد إلى المنزل، وحين عاد لمنزله شرع في حلهما، حيث لاحظ زيادة مستوى الصعوبة فيهما عما أعتاده من المسائل التي كان يطلب منهم أستاذ المادة حلها ..

كانت المسألتين صعبتين جداً، وقد ظن الطالب أن الدكتور يمتحن مهارات الطلاب، فذهب على الفور إلى مكتبة الجامعة وبدأ يدرس في المراجع والكتب لمدة أربعة ايام متتالية حتى تمكن من إيجاد حل المسألة الاولى، وهو يشعر في داخله بالغضب من هذا الأستاذ الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب، وأضطر بعد ذلك إلى الذهاب إلى مكتبه أخرى للحصول على مراجع تخص المسألة الثانية وهو يتعجب لصعوبه المسألتين والتي لاعلاقه لهم بدراسته ..

وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة أستغرب أن الدكتور لم يسأل الطلاب عن الواجب، وذهب جورج إليه، وسلمه الحل، وأعتذر له عن تأخره في حل هاتين المسألتين، وأخبره أن بها حل الواجب الذي طلبه ..

تعجب الدكتور كثيراً وأزدادت دهشته فهو لم يعط الطلاب أي واجب وقال: لكني لم أعطيكم أي واجب والمسألتين اللاتي كتبتهما على السبورة هي أمثلة كتبتها للطلاب للمسائل التي عجز العلم عن حلها ..

رد عليه الطالب جورج : يادكتور لقد أستغرقت في حل المسألة الاولى أربعة أيام وحللتها في أربعة أوراق ..

سأل جورج الدكتور هل لازلت تريده؟
رد الدكتور وقال نعم، ضعه على طاولتي في المكتب، ذهب ليضعه ووجد المكتب مطموراً بالأوراق، فكر في أن الدكتور لن يقرأه في زحمة الأوراق وستضيع درجات الواجب عليه ..

بعد مرور شهر ونصف، وفي يوم أحد، الساعة 8 صباحاً، كان نائماً في منزله، وجد جورج من يقرع بابه بقوة وعنف، وحين فتح وجد أمامه الدكتور George Dantzig، يقف متحمساً ومعه حزمة أوراق، يطير من الفرح، يصرخ بصوت عال قائلاً: لقد حللتهما يا جورج …

بعدما خفّت حدة الفرح لدى الدكتور، شرح له أن ما نقله جورج من على اللوحة لم يكن سوى معضلتين إحصائيتين لم يتمكن علماء الرياضيات من حلهما من قبل، حتى جاء جورج وحلهما، باعتراف جورج نفسه، لو كان علم أنهما كانتا كذلك، ما كان ليحاول حتى التفكير في حلهما، المفاجأة الثانية هو الوقت القليل الذي أستلزم جورج لحل معضلتين لا واحدة !!

الذي حصل أن المسألتين اللتين كتبهما الدكتور على السبورة يوم تأخر جورج كانتا مجرد مثالين لمسألتين في الإحصاء عجز العلماء عن إثباتهما، وكانت تعد من ضمن المسائل مستحيلة الحل، أثبتهما جورج معتقداً أنه واجب منزلي مطلوب من كل الطلاب وعلق جورج قائلاً: “لاحظت أن المسائل كانت أصعب من المعتاد بقليل” ..

نُشرت إثباتات جورج في مجلات الرياضيات العلمية، بعد أنقضاء العام الأول من الدراسة، بدأ جورج يفكر في كتابة رسالته للدكتوراة وأستشار مشرفه، تنحنح المشرف وقال “أطبع المسألتين ودبسهم مع بعض وسأكون سعيداً بقبولهم كرسالة دكتوراة”، ومازالت هذه المسألة بورقاتها معروضة في تلك الجامعة حتى الآن، وبناء على أقتراح أستاذه، جعل جورج طريقته في حل المعضلتين أساساً لنيل رسالة الدكتوراه فيما بعد، ومهدت دراسات جورج وأبحاثه الطريق أمام غيره من الباحثين والأستاذة لنيل جوائز نوبل ..

يعتبر البعض George Dantzig الأب الروحي للبرمجة الخطية، أو السبملكس، لإن إنجاز جورج الأكبر لم يكن حله لتلك المسألتين وحسب، ولكن في إختراعه (Linear programming) أي البرمجة الخطية، وهي طريقة تستخدم نماذج رياضية لحساب مخرجات مطلوبة معتمدة على مدخلات مختلفة ومعقدة. مثلاً لو أردت أن تُنتج منتجاً معيناً بأقل تكلفة ممكنة وعملية الإنتاج مكونة من عناصر مختلفة، البرمجة الخطية تساعدك في اتخاذ قرار مبني على أساس علمي بخصوص أكثر المدخلات العناصر المختلفة مناسبةً للإنتاج بأقل تكلفة ممكنة ..

العبرة من القصة وماذا نفهم منها :

إن القناعة السلبية التي تكونت لدي الطلاب وغيرهم من العلماء أن هذه المسائل لايمكن أن تحل وإن العلم قد عجز عن إيجاد حل لها جعلهم حتى لايحاولون التفكير في الحل، ولو كان هذا الطالب مستيقظاً وسمع شرح الدكتور لما فكر في حل المسألة، لأنه دخل على المشكلة، بدون أي قناعات سابقة، سوى أنها مجرد مشكلة تبحث عن حل، الأمر الذي ساعده للتركيز أكثر على حل المشكلة، بدلاً من إضاعة الوقت والجهد محاولة التغلب على صورة ذهنية مسبقة رسمها عقله وصدقها، فكانت العقبة تمكنه من حلها، هذه النقطة هي أهم ما نخرج به من هذه القصة القصيرة ..

أن الفهم من هذه القصة، أن جورج كان عالماً رياضياً صغيراً، محباً للرياضيات مهتماً بدراسة المزيد منها، وفوق ذلك، كان يريد تطبيق مادرسه من الرياضيات في الواقع العملي، ياليت الأباء يتعلموا ويستفيدوا من هذه القصة بعدم وضع العقبات أمام أبنائهم من الصغر وتربيتهم على أن لاشيئ مستحيل لزرع معتقدات إيجابيه بداخلهم حتى يكبرو وعقلهم متفتح ومهارتهم وتطورهم يكبر معهم ..

إن الصوره الذهنية المسبقة الناتجة منا أو من غيرنا نتيجة معتقدات سلبية هي التي تحدد شكل حياتنا ويجب علينا فكفكة هذه الصور واحده تلو الأخرى، ليتحرر عقلنا من القناعات السابقة الخاطئه، وبعدها يبدأ فضاء الابداع في الإزدهار، إن أردت فعل شيء فأفعله دون أن تنظر إلى رأي الآخرين به فكثير من الناس يدفعه فشله إلى إفشال مخططات الآخرين، أن السماء لاتمطر ذهباً ولافضة، وأن الإلهام لاينزل على كسول جهول، أعمل، أجتهد، وأنزع الأفكار السلبية من رأسك، وستصل إلى نتائج إيجابية حتماً، إذا نقص شرط من هذه الشروط، فلن تتحقق المعادلة




---------------------------------------------

سوار ديزاين
05-09-2022, 10:03 AM
https://f.top4top.io/p_2162a7jlx1.gif

سلوان
05-16-2022, 12:27 PM
https://sites.google.com/site/ghnayemyasmeen/_/rsrc/1467376974223/home/hamsmasry-b363769d08.gif

الورده الجميله
05-14-2023, 01:48 AM
يعطيك ربي العافية
‏عطائك مميز ورائع
باقات من الجوري لروعة الطرح المفيد