المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تكبير الفطر ... حكمه وأحكامه


سوار ديزاين
04-29-2022, 01:18 PM
تكبير الفطر ... حكمه وأحكامه


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
فالسنة للمسلمين عقب انتهاء فريضة الصوم، الإكثار من التكبير والتهليل لله رب العالمين، شكرا له على نعمة توفيقه وهدايته لإتمام فريضة صوم شهر رمضان، وعمدة هذا قول الحق جل وعلا: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}، وهو سنة عند جمهور أهل العلم، لا يأثم تاركه.

والصحيح الذي عليه المحققون من أهل العلم إن وقته يبدأ بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وقيل بالخروج لصلاة العيد لفعل ابن عمر رضي الله عنه، وأجيب على هذا: إنه إنما يبدأ بغروب شمس آخر يوم من رمضان؛ لأن المسلم يكون بغروبها قد أنهى عدة رمضان التي يشرع بعدها التكبير.

ويؤيد هذا أن الذكر مشروع في أدبار هذه الفرائض العظيمة، فالصلاة يشرع الذكر دبرها، والحج يشرع الذكر دبره، قال الله: " فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً ".
واختلف في آخر وقته، والذي يرجحه أهل العلم أنه ينتهي بتكبيرة الإحرام لصلاة العيد، وهو قول الإمام الشافعي رحمه الله، وجماعة من أهل العلم، قال الشافعي رحمه الله كما في الأم: " يكبر الناس في الفطر حين تغيب الشمس ليلة الفطر فرادى وجماعة في كل حال، حتى يخرج الإمام لصلاة العيد، ثم يقطعون التكبير" انتهى.

وكان صلى الله عليه وسلم كما صحح الإمام الألباني رحمه الله في الصحيحة:
يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى، وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة؛ قطع التكبير. والمراد بتكبيره حتى انقضاء الصلاة: " التكبير المشروع بعد تكبيرة الإحرام ، وبعد القيام للركعة الثانية".

وقيل ينتهي بانتهاء خطبة العيد، وقيل: بمجيء الإمام للصلاة، ولعل هذا القول مشابه للقول الأول: وهو الإحرام لصلاة العيد، لأن الإمام إذا دخل شرع بالصلاة، وعليه فالقول الأول هو الراجح كما ذكرنا.

وهل يسن التكبير دبر الصلوات الثلاث ( المغرب والعشاء والفجر ) ليلة الفطر ويومه ؟ الذي يظهر إن ذلك لا يسن وإنما يكون التكبير في عيد الفطر مطلقا في جميع الأوقات ، ولا يأتي به المصلي دبر صلواته ، كما هو الحال في عيد الأضحى، وإن أتى به بعد انصرافه من الصلاة فالسنة ذلك.

قال المرداوي الحنبلي كما في الإنصاف :"لا يسن التكبير عقيب المكتوبات الثلاث في ليلة عيد الفطر, على الصحيح من المذهب". انتهى.

وأما صيغة التكبير، فالصحيح إن تكبير العيدين، لم يثبت فيه شيء معين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلزم اتباعه ، والعمل به ، وما اعتاده الناس من التكبير فالأظهر انه مجزئ ، قال الإمام النووي رحمه الله كما في الأذكار : "إن قال ما اعتاده الناس فهو حسن وكل هذا على التوسعة ولا حرج في شيءٍ منها". انتهى.
وقال محدث اليمن، وعلامة الأمصار؛ الإمام الصنعاني رحمه الله، كما في سبل
السلام: "وفي الشرح صفات كثيرة عند عدة من الأئمة وهو يدل على التوسعة في الأمر والإطلاق في الآية يقتضي ذلك" انتهى.

واختار جمع من أهل العلم ما ورد عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين من صيغ التكبير، من ذلك:
"الله أكبر الله أكبر ، لاإله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد".
قال الامام الشافعي رحمه الله : " إن زاد فقال: الله أكبرُ كبيراً، والحمدُ للَّه كثيراً، وسُبْحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلاً، لا إلهَ إلا اللهُ، ولا نعبدُ إلا إيَّاه، مخلصين له الدِّينَ ولو كره الكافرون، لا إله إلا اللهُ وحدَهُ، صدَقَ وعده، ونصرَ عبدَه، وهزم الأحزابَ وحده، لا إله إلا الله واللهُ أكبرُـ كان حسناً" أهـ.

وصحح الألباني – رحمه الله - في الارواء ، من صيغ التكبير الآتي:
الأولى : " الله أكبر كبيراً ، الله أكبر كبيرا ، الله أكبر وأجل ، الله أكبر ولله الحمد" .
الثانية : " الله أكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ولله الحمد ، الله اكبر واجل ، الله أكبر على ما هدانا".

وحاصل ما سبق، إن الأمر واسع - ولله الحمد - والأولى للعبد التنويع في صيغ التكبير الواردة ، وان اقتصر على شيء منها فلا مانع من ذلك كما قرر علماؤنا رحمهم الله.
والسنة أن يكبر كل واحد بنفسه، بصوت يسمعه، مستقلا عن غيره، لا أن يردد الجميع التكبير بلفظ واحد، فهذا مما لا أصل له في دين الإسلام، أما إن توافق تكبير الجميع دون قصد فهذا لا شيء فيه، إذ الممنوع قصد التوافق والترديد باللفظ والصوت الواحد.

قال العلامة ابن الحاج كما في المدخل: " يكبر لنفسه ولا يمشي على صوت غيره على ما وصف من أنه يسمع نفسه ومن يليه فهذه هي السنة. أما ما يفعله بعض الناس اليوم من أنه إذا سلم الإمام من صلاته كبر المؤذنون على صوت واحد، والناس يستمعون إليهم ولا يكبرون في الغالب، و إن كبر أحد منهم فهو يمشي على أصواتهم فذلك كله من البدع إذ أنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أحد من الخلفاء الراشدين بعده " انتهى.

وذكر العلامة الشاطبي كما في الموافقات أن من محدثات الناس في الذكر:
"الذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد. انتهى.
وأما ما يراه بعض الناس من أن التكبير الجماعي فيه تعليم الناس لصيغته، فيرد عليه بأن التكبير لا يلزم منه تعلم صيغة معينة منه كما أسلفنا، وإنما يجزئ فيه أي صيغة كانت.
ورفع التكبير عبر مكبرات الصوت في المساجد، وغيرها، لا مانع منه، لما فيه من اظهار لشعيرة التكبير، وتذكير الناس به.
تقبل الله منا ومنكم الصلاة والصيام وصالح العمل .... عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.
والحمد لله رب العالمين ...

شمس الصباح
05-16-2022, 08:33 PM
https://i.pinimg.com/474x/39/f8/c5/39f8c51d7b19f510f24a35ce602b4464.jpg

سوار ديزاين
05-18-2022, 05:24 AM
https://d.top4top.io/p_2159k107v1.gif