المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارقبوه .. فإن عملها فاكتبوها له بمثلها


سلوان
03-24-2022, 09:07 PM
ارقبوه .. فإن عملها فاكتبوها له بمثلها

http://articles.islamweb.net/articlespictures/A_428/38623.jpg

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
قال الله عز وجل : ( إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة
فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل ، فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها ،
وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها ، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها ،
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت الملائكة : رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة
وهو أبصر به ، فقال : ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها ،
وإن تركها فاكتبوها له حسنة ، فإنما تركها من جرَّاي )
رواه الشيخان ، وهذه رواية مسلم .

غريب الحديث

تحدث : أراد ، وحدث نفسه
من جرَّاي : من أجلي

منزلة الحديث

هذا الحديث يبين عظيم فضل الله ورحمته بعباده ، ويبعث الأمل في نفس المؤمن ،
ويدفعها للعمل الصالح وكسب الأجر والثواب ،
فما أعظمه من حديث لترغيب القانطين من رحمة الله .

كتابة الحسنات والسيئات

تضمن الحديث بألفاظه المختلفة طريقة كتابة الحسنات والسيئات
وأن ذلك على أربعة أنواع ، هي :

1- الهم بالحسنة : فإذا هم العبد بعمل الحسنة ولم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة من دون مضاعفة لها ،
وقوله : ( إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة ) المراد به الهمُّ والعزم المصمم الذي يوجد معه الحرص على العمل ،
وليس مجرد الخاطر العابر ، ومما يدل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -
كما في المسند بإسناد صحيح : ( فعلم الله أنه قد أشعرها قلبه وحرص عليها كتبت له حسنة ) ،
وهذه هي نية الخير التي ينبغي على العبد أن يستصحبها في كل عمل ، ليكتب له أجر العمل
وثوابه ولو لم يعمله ، وفي الحديث الصحيح :
( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا شركوكم في الأجر حبسهم العذر )
رواه مسلم ،
قال زيد بن أسلم : " كان رجل يطوف على العلماء يقول
من يدلني على عمل لا أزال معه لله عاملا ، فإني لا أحب أن يأتي على ساعة من الليل والنهار
إلا وأنا عامل لله تعالى ، فقيل له : قد وجدتَ حاجتك ، فاعمل الخير ما استطعت ،
فإذا فترت أو تركت ، فَهِمَّ بعمله فإن الهامَّ بفعل الخير كفاعله " .

2- عمل الحسنة : إذا عمل العبد الحسنة ضاعفها الله له إلى عشر أمثالها ،
وهذه المضاعفة ملازمة لكل حسنة يعملها العبد ، وأما زيادة المضاعفة على العشر
فهي لمن شاء الله أن يضاعف له ، فقد تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ،
كما ثبت ذلك في نصوص عديدة منها قوله تعالى في النفقة :
{ مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة
مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم } (البقرة: 261) ،

فدلت هذه الآية على أن النفقة في سبيل الله تضاعف إلى سبعمائة ضعف ،
وفي السنن عن خريم بن فاتك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف ) ،
وقد تضاعف إلى أكثر من ذلك كما في حديث دعاء السوق الذي رواه الترمذي
عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
( من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ،
كتب الله له ألف ألف حسنة ، ومحا عنه ألف ألف سيئة ، ورفع له ألف ألف درجة ) .

وهناك أعمال لا يعلم مضاعفة أجرها إلا الله سبحانه كالصوم ففي الحديث القدسي :
( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به )
أخرجاه في الصحيحين ، لأنه أفضل أنواع الصبر ، وإنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب .

ومضاعفة الحسنات زيادة على العشر تكون بأمور منها :
حسن إسلام المرء كما جاء ذلك مصرحاً به في قوله - صلى الله عليه وسلم - :
( إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ،
وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقي الله ) رواه مسلم ،
ومنها كمال الإخلاص ، وفضل العمل ، وزمن إيقاعه ، وشدة الحاجة إليه .

3- الهم بالسيئة : الهم بالسيئات من غير عمل لها ، فإذا هم العبد بفعل سيئة ثم تركها
من أجل الله فإنها تكتب له حسنة كاملة ، بشرط أن يقدر عليها ثم يتركها
خوفاً من الله كما في الحديث السابق ( إنما تركها من جراي ) يعني من أجلي .

وأما إن هم بالسيئة ثم تركها مراءاة للمخلوقين أو خوفاً منهم ، أو عجزاً عنها ،
فإنه لا يستحق أن تكتب له حسنة كاملة ، بل تكتب عليه سيئة النية كما في حديث :
( إنما الدنيا لأربعة نفر ) وذكر منهم رجلاً لم يرزقه الله
مالاً ولا علماً فهو يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان من أهل المعصية
والفسق فقال عليه الصلاة والسلام : ( فهو بنيته فوزرهما سواء ) رواه الترمذي .

وأما إن سعى إلى المعصية ما أمكن ثم حال بينه وبينها القدر فقد ذكر جماعة
من أهل العلم أنه يعاقب عليها حينئذ عقاب من فعلها ، بدليل قوله
- صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل
والمقتول في النار ، قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟!
قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه ) .

وأما إذا لم تصل المعصية إلى مرتبة الهم والعزم كأن تكون مجرد خاطر يمر على القلب
ولا يساكنه ، بل ربما كرهه صاحبه ونفر منه ، فإنه معفو عنه ولا يحاسب المرء عليه ،
بدليل قوله سبحانه : ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها
{ لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه
يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } (البقرة: 284) ،
فإن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على الصحابة ، فظنوا دخول الخواطر
فيها فنزلت الآية بعدها وفيها قوله سبحانه : {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} (البقرة: 286)
قال سبحانه كما في الصحيح ( قد فعلت ) ،
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) .

4- عمل السيئة : فإذا عمل العبد سيئة فإنها تكتب عليه من غير مضاعفة ،
كما قال سبحانه : { ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون } (الأنعام: 160) ،
لكن عقوبة السيئة قد تعظم لأسباب عدة منها : شرف الزمان ، فالسيئة أعظم تحريماً
عند الله في الأشهر الحرم ، قال سبحانه : { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا
في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم
فلا تظلموا فيهن أنفسكم } (التوبة: 36) ،
فقد نهى سبحانه عن ظلم النفس في جميع أشهر السنة ،
واختص منها الأشهر الحرم ، فجعل الذنب فيها أعظم .

ومنها: شرف المكان كالبلد الحرام قال سبحانه :
{ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } (الحج: 25)

يقول عمر رضي الله عنه : " لأن أخطئ سبعين خطيئة يعني بغير مكة ، أحب إلى من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة " ،
وقد تضاعف السيئات لشرف فاعلها ومكانته عند الله ، قال تعالى :
{ يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب
ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا } (الأحزاب: 30) .

لا يهلك على الله إلا هالك

وبعد هذا الفضل العظيم ، والرحمة الواسعة منه جل وعلا ، لا يهلك على الله إلا من استحق الهلاك ،
وأغلقت دونه أبواب الهدى والتوفيق ، مع سعة رحمة الله تعالى وعظيم كرمه ،
حيث جعل السيئة حسنة إذا لم يعملها العبد ، وإذا عملها كتبها واحدة أو يغفرها ،
وكتب الحسنة للعبد وإن لم يعملها ما دام أنه نواها ، فإن عملها كتبها عشر حسنات ،
إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، فمن حُرِم هذه السعة ، وفاته هذا الفضل ،
وكثرت سيئاته حتى غلبت مع أنها أفراد ، وقلت حسناته مع أنها مضاعفة فهو الهالك المحروم ،
ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه : " ويل لمن غلبت وِحْداتُه عشراتَه " .

http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=38623
http://articles.islamweb.net/media/images/Logo.png

سوار ديزاين
03-25-2022, 08:35 PM
https://b.top4top.io/p_2202q9fze1.gif

سلوان
04-02-2022, 03:13 AM
https://new-girls.ws/wp-content/uploads/2015/09/6_g34ko.gif

ابن الصحراء
04-02-2022, 10:49 PM
http://www.karom.net/up/uploads/132809046910.gif

سلوان
04-09-2022, 03:09 AM
https://2img.net/h/files2.fatakat.com/2015/7/14369591611471.gif

المهرة
04-09-2022, 12:55 PM
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTjphC_6HLLM7XRAYrW_W2cgj5Yj4BLC 4PwBzh5YAZ2JYG266tH17Ts1lHVC65QOh0Xc8E&usqp=CAU

سلوان
04-10-2022, 12:05 PM
https://2img.net/h/files2.fatakat.com/2015/7/14369591611471.gif