المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكمة الحمداني جاءته من الحرب والسجن


سوار ديزاين
11-30-2021, 11:03 PM
حكمة الحمداني جاءته من الحرب والسجن

كان أبو فراس الحمداني من الشعراء الذين عاصروا المتنبّي، وقيل أنَّه كان أشدَّ شعراء عصره منافسة لأبي الطيب المتنبي، خاصة أنَّه اشترك معه في مديح سيف الدولة الحمداني.

كما أنَّ أبا فراس كان فارساً مقداماً، له في الفروسية والشجاعة شعر كثير، حيث نظم أروع قصائده أثناء فترة وقوعه في الأسر، ومنها أبياته المشهورة:

فليتَكَ تَحلو والحَياةُ مَريرَةٌ وليتَكَ تَرضَى والأنامُ غِضابُ

وليتَ الَّذي بَيني وبينَكَ عامرٌ وبَيني وبَينَ العَالمينَ خَرابُ

أبو فراس الحمداني في الفداء

كتب إلى سيف الدولة من الأسر، يخبره أنَّه لا يخشى الموت، لكنه يفضل الموتَ على صهوة خيله، دفاعاً عن أهله، لا في زنزانته:

دعـوتُـك للجَفـنِ القريحِ المُسَهَّـدِ لـديَّ ولـلنَّومِ القـليـلِ المُـشــرَّدِ

ومـا ذاكَ بخْـلاً بـالحيـاةِ وإنَّـهـا لأولُ مـبــذولٍ لأولِ مـُجـتـَــدِي

ولكنَّنـي أخـتـارُ مَـوْتَ بني أبي على صَهَوَاتِ الخيـلِ غيرَ مُوسَّـــدِ

فما كلُّ مَنْ شاءَ المعالي ينالـُهَـا ولا كـلُّ سـيَّارٍ إلى المَجْـدِ يَهْتـدي

هما أمران أحلاهما مُرُّ

وكتب من الأسر يقول:

أُسِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى ولا فَرَسي مُهرٌ ولا رَبُّهُ غُمْرُ

ولكنْ إذا حُمَّ القَضاءُ على امرئٍ فليْسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ ولا بَحْرُ

وقال أُصَيْحابي: الفِرارُ أو الرَّدى؟ فقلتُ: هما أمرانِ، أحْلاهُما مُرُّ

ولكنّني أَمْضي لِما لا يَعيبُني وحَسْبُكَ من أَمْرَينِ خَيرُهما الأَسْر