المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيدة نساء العالمين


بنت الصحراء
11-18-2021, 10:56 AM
سيدة نساء العالمين

مريم العذراء
هي مريم بنت عمران، سيدة نساء العالمين، يُروى أنّ أمّها اسمها حنّة بنت فاقوذا، والدها عمران كان معلّمًا يُعلّم الناس الدين الحنيف، وكان من تلامذته نبي الله زكريا -عليه السلام- وفي نفس الوقت هو زوج شقيقة حنّة؛ أي إنّه زوج خالة المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام- وبذلك يكون عيسى ويحيى -عليهما السلام- أبناء خالات، وفي البداية كانت والدة مريم العذراء عاقرًا، ولكنّ الله -تعالى- استجاب لها دعوتها فحملت بمريم، وكانت تتمنّى أن تكون حاملًا بصبي ليكون خادمًا لبيت مقدس، ونذرته وهو في بطنها خدمة لبيت المقدس، وعندما وضعتها وكانت أنثى فاعتذرت لله -تعالى- أنّها ولدت أنثى ولم تلد ذكرًا، فقبل الله منها نذرها، ولكن بقي أن يكفلها رجلٌ يرعاها لأنّها ولدت يتيمةً، فتسابق تلامذة والدها -ومن بينهم نبي الله زكريا عليه السلام- لكفالتها، فاختاروا أن يرموا أقلامهم في النهر والذي يبقى قلمه إلى الأخير ولا ينجرف هو من يكفلها، ففعلوا ذلك ثلاث مرات وفي كل مرة يبقى قلم نبي الله زكريا -عليه السلام- ولا ينجرف، فأخذها وربّاها تربية حسنة، ومنذ ذلك اليوم صار بيت السيدة مريم ومقامها هو المسجد، وسيقف المقال مع نبذة عن سيدة نساء العالمين.[ظ،] وذات يوم وهي في المسجد قال لها الملائكة إنّ الله قد اصطفاها، كما في قوله -تعالى- في سورة آل عمران: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}،
وهذا التكليم كان بمثابة تمهيد لنزل الروح الأمين عليها وتجسّده بهيئة بشر وتبشيره لها بولادة المسيح من غير أب، حيث قال -تعالى- في سورة مريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا* فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَظ°نِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا* قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّىظ° يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَظ°لِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ غ– وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا غڑ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا}،
وهكذا حملت السيدة مريم بابنها المسيح من غير أب، وهو على الله هيّن؛
فقد خلق آدم من قبل ولم يكُ شيئًا، فسبحان الله عمّا يشركون،
واستحقّت مريم ابنة عمران بأخلاقها وطاعتها لله وعبوديّتها أن تكون سيدة نساء العالمين.

فاطمة الزهراء
هي فاطمة بنت خير الخلق وأشرفهم وأكملهم وأحسنهم وأتقاهم وأكرمهم عند الله -تعالى- محمّد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي سيدة نساء هذه الأمّة بدليل قول أبيها عليه الصلاة والسلام، وإن لم تكن سيدة نساء العالمين، أمّها خديجة بنت خويلد عليهما السلام، وكانت أصغر بنات رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وأحبّهنّ إلى قلبه، ولدت وكان عمر أبيها -عليه الصلاة والسلام- واحدًا وأربعين عامًا، زوّجها أبوها من عليّ بن أبي طالب -عليه السلام- بعد غزوة أحد، وكان عمرها آنذاك خمس عشرة سنة، وعمره هو واحد وعشرون عامًا، ولم يكن عنده من صداق لها إلّا درعًا، فقبله منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صداقًا لابنته الزهراء عليها السلام، وولدت لعليّ الحسن والحُسين وأمّ كلثوم وزينب، ولم يتزوّج عليها الإمام عليّ إلى أن توفّاها الله تعالى.[ظ¤] كانت أشبه الناس برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مشيتها ووقارها، وكانت تشبه أمّها خديجة -عليهما السلام- في هيئتها، وكانت تقوم مقامها في تسكين أوجاع النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل زواجها وبعده، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- أوّل من تستشيره في شؤونها الخاصّة والعامّة، كاستشارتها له يوم أن أرادت أن تجلب من يساعدها ويقوم على خدمتها وخدمة زوجها بعد أن أثّرَت الرحى في يدها، فجاء إليها هي وزوجها وهما في فراشهما يريدان النوم فأعطاهما وصفة إلهيّة وهي أن يكبّرا الله ثلاثًا وثلاثين، ويسبّحا الله ثلاثًا وثلاثين، ويحمدا الله ثلاثًا وثلاثين،[ظ¥] وغير ذلك كثير في سيرة مَن كانت بحقّ مِن خير نساء العالمين وإن كان في كونها سيدة نساء العالمين خلاف، فقد تتلمذت في مدرسة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت خير خلف لخير سلف، وظهرت تربية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واضحة في معاملتها لغيرها من الناس، فيروي ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل يومًا على فاطمة الزهراء، وقد أخذَت مِن عُنُقِها سِلسلَةً مِن ذَهَبٍ، فقالَت: "هذا أهدى لي أبو حسَنٍ، تَعني زوجَها عليًّا رضيَ اللَّهُ عنهُ، وفي يدِها السِّلسلةُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: يا فاطمةُ، أيسرُّكِ أن يقولَ النَّاسُ فاطمةُ بنتُ مُحمَّدٍ في يدِها سِلسلةٌ مِن نارٍ، ثُمَّ عَذَمَها عذمًا شديدًا، فخرجَ ولم يقعُدَ، فعمِدَت فاطمةُ إلى السِّلسِلةِ فباعَتْها، فاشتَرت بِها نَسَمةً فأعتقَتها، فبلغَ ذلكَ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- فقالَ: الحمدُ للَّهِ الَّذي نجَّى فاطمةَ منَ النَّار"،
وقد توفّيت -عليها السلام- وهي ابنة تسع وعشرين أو نحو ذلك، وقد غسّلها زوجها علي -عليه السلام- بوصيّة منها هو والسيدة أسماء بنت عميس، ودفنها ليلًا كما أرادت، فرحمها الله وجزاها عن نساء الإسلام خيرًا فقد تركت في المرأة المسلمة أثرًا لمن اقتفى ذلك الأثر.

معلومات عن سيدة نساء العالمين

إنّ الكلام حول تعيين سيدة نساء العالمين فيه خلاف بين علماء الأمة فيما إذا كانت السيدة مريم العذراء أو فاطمة الزهراء عليهما السلام، فالرأي الأوّل يقول بإنّها مريم العذراء، بدليل الآية القرآنيّة في سورة آل عمران، حيث قال تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}،
وأيضًا ما جاء في الحديث الشريف: "سيدةُ نساءِ العالمينَ مريمُ ثم فاطمةُ ثم خديجةُ ثم آسيةُ"،
وأمّا الرّأي الثاني فيحتجّ بالحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في الصحيحين وجاء فيه: "قَالَ: يا فَاطِمَةُ، ألَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هذِه الأُمَّةِ"،


.

سلوان
11-20-2021, 11:41 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_11_17_16ed_d45c34b94f4a7.gif