المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعلق الطفل بوالدته وأثر ذلك على حياتك


سوار ديزاين
11-10-2021, 09:24 AM
تعلق الطفل بوالدته وأثر ذلك على حياتك

تعلق الطفل بوالدته وأثر ذلك على حياتك

كثير من الأمهات ولا سيما حديثة العهد بالأطفال والولادة تعاني من مشاكل متعددة، نتيجة تحملها مسؤولية طفلها لأول مرة،

فتواجه العديد من المشكلات، ومنها مشكلة تعلق طفلك الزائد بك، فلا يمكن أن تقومين بشيء في المنزل أو بشيء من العمل إلا وهو بجانبك لتعلقه الشديد بكِ،

هذا المقال هو مخصص لك أنت بالذات كأم، سنستعرض مشكلاتك ونناقشها ونقترح الحلول المناسبة لها فتابعي معنا عزيزتي. فما هو تعلق الطفل بوالدته وأثر ذلك على حياتك ؟
التعريف بمشكلة تعلق الطفل بأمه منذ الصغر:

التعلق في تعريفه العلمي هو ارتباط الطفل الشديد المرضي المبالغ فيه بأمه، فلا يمكن أن يتركك الطفل تقومين بإنجاز شيء بمفردك إلا وكان البكاء يسبقه، فتقومين بطريقة لا إرادية بالخضوع إليه في دافع الحنان والاهتمام منكِ إليه خوفاً عليه وطمعا في إرضاءه.

لكن هل تعلمين أنكِ بهذه الطريقة وعندما تقومين بإرضاء طفلك بالخضوع إلى بكاءه فإنكِ تفقدينه القدرة على الاستقرار الذاتي، والاعتماد على نفسه، وتحمل مسؤوليته في المستقبل.

فتعلق الطفل بكِ هو ليس بدافع الإدراك الكامل فالطفل لم يتكون لديه الإدراك الكامل بعد وإنما بدافع الارتباط الشرطي بحسب علم النفس، يعني عندما تقومين بالانشغال عنه كأن تقومي بالدخول إلى الحمام لقضاء حاجة، أو تقومين بإعداد طبخة أو عمل أي شيء في المنزل فإن أول ما سوف يقوم به طفلك هو البكاء،

وعندما يراكِ تقومين بالاستجابة له وتدليله وحمله في كل أوقات عملك فإنه بذلك يجعل بكاءه مشروط بحملك إياه وبقاءه بجانبك مما يشعره بالأمان والاطمئنان، غير أن ذلك لا بد أنه يسبب لك المتاعب بشكل كبير قد تجعلك تنهارين في نهاية المطاف بسبب تحملك لضغط طفلك وضغط عملك وما عليك من مسؤوليات أخرى،

لذلك تابعي معنا الفقرة القادمة لنعرف ما هي الأسباب الحقيقية التي تدفع طفلك إلى هذا السلوك.
أسباب تعلق الطفل بوالدته:

الطفل كائن ضعيف خلق من رحمك وبقي معك وملاصق لكِ تسعة شهور، ولذلك لا بدّ أنه تعلق بكِ من قبل أن يراكِ، فمنذ أن يخرج ويرى هذه الدنيا فإن أول ما يطمئنه هو رائحتك وحضنك وحنانك له، ولذلك كان تعلقه بكِ هو من البديهيات ومن الأمور المسلم بها لهذا الطفل، غير أن هذا التعلق يمكن معالجته بعد فهم أسبابه.

إنّ تعلق طفلك بك يظهر غالبا ما بين عمر الثمانية شهور إلى سنتين، غير أنه يبلغ ذروته في الظهور في عمر العشر شهور فيكون أصعب فترة وأشدها، وهنا يجب عليك أن تنتبهي لذلك وتقومي بمعالجة هذه المشكلة لكي لا تتفاقم أو تتطور.

فخوفك الشديد على طفلك كأم وحبك المفرط له وتعلقك به يجعل منه طفلاً مدللاً وغير مسؤول، ويعتمد على اهله عندما يكبر في كل شيء، فيفشل في الكبر لأنكم وفرتم لهم كل شيء ولم يكونوا محتاجين أي شيء لتجردهم من المسؤولية والاتباعية الكاملة للأهل في كل قرار وفي كل خطوة يقومون بها، حتى في طريقة انفاقهم لمصروفهم في حياتهم اليومية.
ومن أسباب تعلق طفلك بكِ عزيزتي:

1 – أن لا يقوم الطفل بمشاهدة غيرك أمامه ، فلا يقوم بالاندماج مع غيره من الأطفال، أو لا يقوم بمشاهدة أحد من أقاربه ليتعرف على وجوه غيركِ فيكون تعلقه بك أشد.

2 – ألا تسمحي لأحد أنتِ كأم بحمل طفلك خوفاً عليه أو إطعامه أو التغيير له أو ملاعبته بدافع الخوف منك عليه، غير أن ذلك يولد المزيد من التعلق بك.

3 – عدم اشتراك زوجك معك في تحمل مسؤولية علاج هذه المشكلة، فيجب أن يبقى طفلك فترة لا بأس بها مع والده فيشاركه اللعب والاهتمام والأحضان مما يصرف انتباه طفلك عنك مؤقتاً، فنحن لا ننكر أن المسؤولية الأكبر يجب أن تكون عليكِ غير أن والده يجب أن يشاركك بها.

4 – عندما يقوم بمشاركة التربية مربية أو جدة أو عمة فلا بد أن التعلق قد يكون بهم أيضاً فيجب أن تنتبهي لذلك.

5 – أن تقومين بمتابعته والجلوس بجانبه كل فترة دراسته ومشاركته بها، وعدم إعطاءه المساحة الشخصية للتعلم بمفرده والاعتماد على نفسه.

6 – مشاهدة الأفلام المرعبة والمقاطع المثيرة أمام الطفل، مما يولد الخوف بداخله ويدفعه إلى التعلق الداخلي بك بشكل أكبر وبطريقة عفوية.

7 – نزاعكِ مع والده والمشاكل المستمرة بينكما ممكن أن تخلق التعلق المرضي بكِ، خوفاً من فقدانك في المستقبل وحرمانه منك.

خطوات لحل وعلاج مشكلة تعلق الطفل بوالدته:

1 – يجب أن تقتنعي أولاً أنت كأم بوجود هذه المشكلة لدى طفلك، وملاحظتها والاهتمام بها للتفكير في الطرق المناسبة لطفلك من أجل حلها، فيجب ملاحظة ذلك وملاحظة كمية الوقت الذي تقضيه مع طفلك فلا تفرطي في ذلك لكي لا تكوني السبب أو جزءاً منه في تعلقه بكِ.

2 – التدرج في فصله عنكِ: فإن أردتِ تركه والقيام بأشياء أخرى قد تبدأين بذلك دقيقتين ثم تدريجياً تقومين بزيادة المدة، فلا يجب أن تتركيه بشكل قطعي فترة كبيرة لكي لا يشعر بفقدان الأمان الذي تسبببيه له.

3 – القيام بمشاركة النشاطات مع الأقارب والأطفال الآخرين، أو إخراجه إلى البيئات المختلفة لكي يلعب ويشاهد غيره من الكائنات كأطفال وأشخاص كبار وحيوانات ونباتات وجماد فيزيد ذلك من إدراكه ويتعرف على العالم الخارجي ويقوم باكتشافه شيئاً فشيئاً.

4 – عندما تريدين تركه مع أحد من أقاربك يجب أولاً أن يكون على معرفة به لفترة واعتاد مشاهدته ووجوده في حياته فلا يكون غريباً عليه، كذلك الأمر يجب ألا تتركيه مدة كبيرة تجعله يلاحظ فقدانك في حياته وابتعادك عنه فيشعر بوجود شرخ كبير بينك وبينه ويشعر بالوحدة وفقدان الأمان.

5 – من الضروري تعويده شيئاً فشيئاً على غيابك وذلك لأنك قد تضطرين في أحيان كثيرة إلى تركه فجأة دون أي مبررات بالنسبة إليه أو تدريج فيكون ذلك مؤلماً بالنسبة له، كأن تضطري للعمل خارج المنزل، أو يصيبك مرض ما، أو في حالة إنجاب طفل آخر وتكريس اهتمامك له في الفترة الأولى وبذلك قد يعاني من أزمة نفسية صعبة.

6 – ملاحظة نفسية طفلك قد إجباره على فك التعلق بكِ فيجب أن يكون مؤهلاً لذلك قبل كل شيء.

7 – عند قيامك بعمل ما قومي بوضع أشياء ملفتة لانتباهه كألعاب ذات أصوات، أو أشياء تتحرك أو تقوم بإخراج ألوان متغيرة فيقوم باللهو بها، وإن كان إدراكه يساعده على القيام بأنشطة ما قومي بإعطائه ما يشغله ومارسي ما ترغبين به.

8 – لا بد من وجود سلوك التعزيز والمكافأة على أفعاله في المرات الأولى التي تتركيه وحده وتنجحين في ذلك دون غضب منه، فتقومين بالثناء عليه ومدحه ومنحه ما يجعله سعيداً مع توضيحك له بأن ذلك بسبب سكوته وبقاءه وحده دون إزعاج منه أو إصدار أي ضجيج.

9 – عند دخوله للحضانة يجب أن يكون قد تعود على تركه في المنزل لفترات دون وجودك أمامه، والتعود على تركه عند أقرابك دون تواجدك نهائيا وبذلك يكون قد تدرج في التعود على فقدانك، كما يجب أن تشركي مدرسيه في هذه المشكلة فيكونون على علم بها ومساعدتك على تجاوزها أيضاً.

10 – في فترات الدراسة والتعلم يجب عليكِ عدم البقاء بجانبه كل فترة التعلم بعد أن يكون أتقن المهارات الأساسية وهي: القراءة والكتابة والحساب، فتتركيه أول مرة لمدة 4 دقائق، ثم 8 قائق، ثم عشرة وهكذا إلى أن يعتاد على تحمل مسؤولية نفسه والاعتماد عليها، كما أنه يجب عليكي أن تقومي بإشراك إخوته الأكبر سناً في عملية تعليمه ولكن بدون أن تجعلي المسؤولية بكاملها عليهم.