الإنترنت بديل مستقبلي

الإنترنت بديل مستقبلي لشبكات الاتصالات الهاتفية الثابتة

 


الإنترنت بديل مستقبلي لشبكات الاتصالات الهاتفية الثابتة
 
هولجر شميت ويوحنا فينكيلهاجي -  - 01/12/1426هـ
الإنترنت كلمة السر وراء التغييرات المتلاحقة والسريعة في سوق الشبكات لمجموعة شركات الاتصالات، منذ ظهور خدمة الاتصالات الهاتفية على الإطلاق. فالقطاع يتبدّل ويتطور بإيقاع سريع للغاية و ذلك على خلفية ( بروتوكول الإنترنت Internet Protocol ) وهو ما يعرف اختصارا بـ IP. فالمكالمات باتت تنتقل عن طريق شبكة البيانات العالمية وحركة نقل المكالمات تحولت إلى سيول متدفقة من النقل على الشبكة وهو ما يعني تزايداً هائلاً في الإنتاجية.
ولم يسبق أن كانت خدمات المكالمات الهاتفية زهيدة كما هو الحال في الوقت الراهن و ذلك بسبب ما يطلق عليه اسم VoIP
(Voice over Internet Protocol) أي الخدمة الهاتفية المنصوص عليها في بروتوكول الإنترنت. وحتى الآن يتم وصل المكالمات الهاتفية عن طريق قناة محددة بين نقطتين لا يمكن استخدامها خلال مدة المحادثة من قبل اتصال آخر رغم أن المحادثة الهاتفية نفسها لا تُشغل سوى جزء بسيط من القناة لنقلها عبرها.
وسيتغيّر هذا كله الآن. فعلى أساس النقل عن طريق بروتوكول الإنترنت تسبح حركة نقل الكلام على شكل رزمة من ضمن تدفق من المعلومات يستخدم المساحة الضرورية فقط على الشبكة، وبالتالي يفسح مساحة كبيرة للاستخدامات الأخرى.
ويغير نمو الإنتاجية هذا من نمط تسديد نفقات خدمات سوق الاتصالات على الشبكة الثابتة. وحتى الآن تحقق هذه الإنتاجية حجماً من المبيعات يعادل المليارات عن طريق حساب مدة المكالمة ونوعها إن كانت مكالمة محلية أو خارجية. وفي المستقبل سوف يصبح الاتصال في مقابل تعريفة محددة ويتحول إجراء المكالمة إلى خدمة تضاف إلى مجموعة من الخدمات الأخرى، مثل نقل البرامج التلفزيونية، والموسيقى، وخدمات أمن المعلومات، وإزالة المعلومات المخزّنة وتخزينها على قرص خارجي، وخدمة المحادثة المصوّرة. وتُحقق هذه الخدمات المحسوبة داخل التعريفة التعويض المطلوب حيث حققت الاتصالات الألمانية عام 2004 نحو 60 في المائة من حجم مبيعاتها الإجمالية من الشبكة الثابتة التي بلغت 27.8 مليار يورو.
ويتسارع النقل عن طريق بروتوكول الإنترنت بوضوح لدى جميع شركات الاتصالات. وأعلنت شركة الاتصالات البريطانية، BT ، عن استبدال شبكتها الثابتة ببروتوكول الإنترنت بحلول عام 2008. ويستنتج مراقبو السوق من مؤسسة أناليسيز Analysys أن تكاليف تشغيل الشبكة الحالية لشركة الاتصالات البريطانية ستنخفض بنحو 43 في المائة. وتنوي شركة الاتصالات الألمانية بحلول عام 2012 إتمام عملية التحوّل بالكامل إلى حركة النقل عن طريق بروتوكول الإنترنت. ويُقدّر مراقبو السوق أن عملية النقل سوف تصبح سريعة للغاية.
وبما أن جميع الاستخدامات تحتاج إلى حركة النقل السريع للبيانات، فإن ذلك يعني أن محرّك النمو في سوق الشبكة الثابتة يشير إلى خط الاتصال الرقمي المشترك DSL الذي تكمن خلفه تقنية نقل المعلومات بمعدل أسرع بنحو 250 مرة من النقل العادي عبر قنوات الهاتف الكلاسيكية، وهي تقنية ـ ISDN أي الرقم العالمي لهاتف المشترك. وهنالك نحو عشرة ملايين منزل في ألمانيا لديها في الوقت الراهن اتصال DSL والتي حققت حجم مبيعات تجاوز ثلاثة مليارات يورو لصالح شركات الاتصالات و الإنترنت.
و حسب تقديرات رابطة القطاع بيتكوم تشتعل نيران المنافسة حول ثلاثة ملايين مستخدم للإنترنت سيطلبون خدمة اتصال DSL خلال العام المقبل وتعمل شركات التزويد مثل يونايتد إنترنت، أو فرينت في الوقت الراهن على تقديم خدمة DSL مجاناً على مدار عام كامل وذلك حين يتقدّم الزبون بطلب الاشتراك لمدة عامين على الأقل.
وتتكون سوق الشبكة عريضة الموجة من ثلاثة أعمدة: الأول هو الاتصال الذي يحدد سرعة الربط بالشبكة. وتسيطر على هذا الجزء الاتصالات الألمانية. والعمود الثاني هو المدخل إلى DSL والذي يحدد حجم المعلومات التي يتم نقلها، وفترة الملاحة عبر شبكة الإنترنت. وهنا تتميز الشركة الفرع للاتصالات الألماني، تي أونلاين، و يونايتد إنترنت، و أيه أول، وأركور. والعمود الثالث والأخير هو المكالمات الهاتفية عن طريق الإنترنت، أي عملية نقل المحادثات الهاتفية عن طريق القناة. ومن الشركات المتخصصة في هذه الخدمة إلى جانب يونايتد إنترنت، وفرينت، شركات التزويد المستقلّة، مثل الشركة الفرع لإباي، وسكايبي، وسيبجيت.
وتتراوح السرعة حالياً بين 1 و 20 ميجابايت للثانية. ولكن من المفترض أن تصل السرعة قريبا إلى 50 ميجابايت للثانية. و تحتل شركة الاتصالات الألمانية مركز الصدارة في السوق . وحظيت مجموعة شركات بونر مع نهاية أيلول (سبتمبر) بنحو 7.3 مليون زبون مشترك في خدمة DSL، يعملون على تدفق رسوم اتصالهم التي تبلغ أكثر من 100 مليون يورو شهرياً إلى صناديق الشركة إما بطريقة مباشرة، أو عن طريق إيرادات المشترين لـ DSL، مثل شركة يونايتد إنترنت، أو أيه أول. وعلى هذا يتّحد حجم المبيعات لشركات الاتصالات المتنافسة من خلال بنية تحتية واحدة، مثل أركور، و هانسنت، أو فيرساتل التي تملك مجتمعةً نحو مليوني زبون لخدمة SDL.
وتجتهد الشركات المتنافسة في سوق DSL في خفض حصّة شركة
تي أونلاين من السوق. وبدأ النجاح: منذ عام 2001 حين بدأ اتصال DSL يحظى بأهمية من قبل الزبائن، وانخفضت حصّة شركة تي أونلاين من السوق من 90 إلى 43 في المائة. ولكن مقابل ذلك، دفعت الشركات المنافسة ثمناً غالياً . فقد نجح رالف دوميموت رئيس مجلس إدارة شركة يونايتد إنترنت وهارلاد شتوبر رئيس أركور من جذب عدد كبير من الزبائن بسرعة هائلة و لكن مع تقليص واضح لهامش الأرباح .
وتطوّرت المحادثات الهاتفية لاحقاً لتماثل نموذجا لاقتصاديات السوق. وعقب ذلك بدأ التركيز على تقديم خدمات مجانية حيث أرادت الشركات المزوّدة أن تعطي الزبائن أسباباً أكثر لُيقبِلوا على طلب خدمة DSL وبالنسبة إلى المكالمات الهاتفية عن طريق الشبكة، فبالكاد يحدث تزاحم في عملية النقل، ولا توجد تكاليف مقابل المكالمة، إلا في حالة خروج المحادثة الهاتفية عن حدود الإنترنت والتوجه إلى الشبكة الوطنية الثابتة. وعندها لا بد للمستخدم من أن يدفع التكاليف، حيث الاتصالات الألمانية تتقاضى رسوماً مقابل استخدام شبكتها.
وتعتبر شركة سكايبي ثالث أكبر شركة تزويد في ألمانيا ويبلغ عدد مشتركيها نحو أربعة ملايين مشترك حيث تحقق الجزء الأكبر من حجم المبيعات في الوقت الراهن عن طريق المحادثات على الشبكة الثابتة. وعلى كل الأحوال، تحسب شركة سكايبي الرسوم بناء على مدة المكالمة وعدد الدقائق .بينما طوّرت كل من شركتي تي أونلاين، و يونايتد إنترنت نموذجاً ربحياً يقوم على تعريفة محددة حيث يقوم العديد من الزبائن بدفع التعريفة و قيمتها عشرة يورو في الشهر بشرط ألا تتجاوز مكالماتهم الهاتفية ألف دقيقة. وزبائن شركة تي أونلاين يتصلون أقل من 300 دقيقة، وهو الأمر الذي يحقق ربحاً أعلى.
وبينما تتكاثف المنافسة أكثر بهذا الشكل على الشبكة الثابتة، تواجه شركات التزويد المزيد من الشركات المنافسة الجديدة والخارجية. وتحاول شركات الجوال في الوقت الراهن جذب زبائن الشبكة الثابتة من خلال تخفيض الأسعار. وهو ما نجح بالفعل حيث يقوم عدد متزايد من المستخدمين باللجوء إلى الهواتف الجوالة لإجراء مكالماتهم بدلا من استخدام الهاتف الثابت. وهذا بالطبع أسوأ ما يمكن أن يصيب شركات تزويد الشبكة الثابتة.
ولهذا تحاول هذه الشركات الآن فتح سوق جديدة ذات اتصال ثابت إضافة إلى الجوال الذي ستعمل على تحقيقه عام 2006 شركة أركور، و فرع الشبكة الثابتة من الاتصالات الألمانية، تي كوم حيث سيولد ذلك دورة تنافسية جديدة في القطاع مقابل أسعار منخفضة.

Free Counters from SimpleCount.com


جميع حقوق النشر محفوظة لموقع شبكة ابن الصحراء الدليل المتكامل