علماء وفلاسفة المسلمين

علماء وفلاسفة المسلمين

 أبو نواس

هو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي بالولاء. أبو علي. غلبت عليه كنية (أبو نواس) لذؤابتين تنوسان على عاتقيه. شاعر العراق في عصره. كان للمحدثين كامرئ القيس للمتقدمين.

كان أبوه من جند مروان بن محمد الأموي، وانتقل إلى العراق بعد زوال ملك مروان ولجأ إلى قرية من قرى الأهواز، وفيها ولد ابنه الحسن، وكان جده مولى الجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان فنسب إليه.

 لما ترعرع أبو نواس انتقل إلى البصرة وتأدب على كبار علمائها في اللغة والنحو والحديث. اتصل بالرشيد ومدحه فأعلى منزلته، ولما تولى الخلافة الأمين انقطع إليه فنادمه ومدحه. ذهب إلى الشام واتصل ببعض شعرائها وتوجه إلى مصر فمدح الخصيب عاملها، ثم عاد إلى بغداد فأقام فيها إلى أن توفي وكانت وفاته قبيل دخول المأمون مدينة بغداد .

قال الجاحظ : ما رأيت أحدا أعلم باللغة من أبي نواس ولا أفصح منه، مع حلاوة ومجانبة استكراه، يصل شعره إلى القلب بدون استئذان.

وقال الشافعي : لولا مجون أبي نواس لأخذت العلم عنه.

وقال ابن منظور : كان أبو نواس عالما بكل فن، وكان الشعر أقل بضاعته. هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، نظم في جميع أنواع الشعر وأجوده شعر خمرياته، وفي الأدب العربي يعتبر أبو نواس شاعر الخمر، لا يدانيه شاعر آخر في وصفه. أتهم بالزندقة فحبسه الأمين في حبس الزنادقة ثم أطلقه.

أحب جنان، وهي جارية لبعض الثقفين بالبصرة، وكانت حسناء أديبة، ظريفة تعرف الأخبار وتروي الأشعار، وقال فيها أشعارا كثيرة، وكان صادقا في حبها، ولما حجت رافقها إلى مكة وما كان ينوي الحج وما أحدث عزمه له إلا خروجها، ولما وصل إلى الحج وهو محرم، أخذ يلبي في الليل بشعر ويحدو به ويطرب، فغنى به كل من سمعه وفيه يقول:

إلـهنـــــا مــــا أعــــدلـك    مليــــك كـــل مـــن ملـــك

لــبيـــك قـــد لبيـــت لـــك    لبيــــك إن الحــــمد لـــك

والملـــك لا شـــريك لـــك    والليــــل لمـــا أن حـــلك

والســابحات فـــي الفلــك    عــلى مجــاري المنســلك

مـــا خـــاب عبـــد أملــك    أنـــت لـــه حـــيث ســـلك

لـــــولاك يــــأرب هلــــك    كـــــل نبـــــي وملـــــك

وكــــل مـــن أهـــل لـــك    ســــبح أو لبــــى فلـــــك

يـــا مخطئـــا مـــا أغفلــك    عجــــل وبــــادر أجـــلك

واخــــتم بخــــير عملـــك    لبيــــك إن الملــــك لـــك

 وكان أبو نواس أبي النفس، يقول معتدا بإبائه، تياها بكبر نفسه :

     ومســـتعبد إخـــوانـــه بثــرائـــه    لبســت لــه كــبرا أبــر عــلى الكــبر

     إذا ضمنــي يومــا وإيــاه محــفل    رأى جـانبي وعـرا يزيــد على الوعر

    وقـد زادني تيهـا على الناس أنني    أرانــي أغنـــاهم وإن كـــنت ذا فـقـر

وفي وصف الخمر يقول:( وأذكره هنا لجمال وصفه , وأما حرمة الخمر وأنه من الكبائر فهذا أمر مفروغ منه )

   دع عنـك لـومي فـإن اللـوم إغـراء    وداونــي بـالتي كـانت هـي الـداء

صفـراء لا تـنزل الأحـزان سـاحتها    لــو مســها حجـر مسـته سـراء

رقـت عـن المـاء حـتى مـا يلائمها    لطافــة وجفـا عـن شـكلها المـاء

وقال يصف كأس الخمر وقد علاها الحبب:

   قـامت تريني , وأمر اللـيـل مجتـمع    صـبحــا تولــد بيــن المــاء العنـب

    كـأن صغرى وكـبرى مــن فقـاقعها    حصباء در عـلى أرض مـن الذهب

 ومن أقواله:

وندعــو كريمـا مـن يجـود بمالـه    ومــن يبــذل النفس النفيسـة أكـرم

قيل إنه لما مات وجد تحت فراشه ورقة كتب فيها:

       ولـــقــد نزحـت مع الـرواة بدلـوهم    وأسمت طرف اللحـظ حيث أساموا  

     وبــلـغــت مـا بـلـغ امـرؤ بشــبـابـه     فـــإذا نــهـايـــة كـــل ذاك أثــــام

 

جابر بن حيان

 
جابر بن حيان بن عبد اللّه الطرطوسي الكوفي المعروف بالصوفي، كنيته أبو عبد اللّه ويُقال أبو فراس موسى، ولد في بدايات القرن الثاني الهجري.

أصله من الأزد، وولد في خراسان من أبٍ عربي وأمٍ عربية، أرسله والده إلى الجزيرة العربية للاتصال بقبيلته، فبقي هناك إلى أن بلغ أشدّه، وأتقن العربية، وتعلّم القرآن والحساب وعلوماً أخرى.
أثناء فترة وجوده في الكوفة اتصل بالإمام جعفر الصادق (ع)، ثُمَّ بالبرامكة الذين قدّموه إلى بلاط الرشيد ، وكانت له ساعة معينة يدخل فيها على الإمام الصادق ليأخذ العلم منه.

برع في صناعة الكيمياء حتى اقترنت باسمه، وتمكن من اكتشاف وتركيب الكثير من المركبات الكيميائية، فهو أوّل من استخرج حامض النتريك وسمّاه زيت الزاج، وأوّل من أكتشف الصودا الكاوية، وأوّل من استحضر ماء الذهب، وأوّل من وصف أعمال التقطير والتبلور والتذويب والتحويل، ويُنسب إليه استحضار مركبات أخرى مثل كربونات البوتاسيوم، وكربونات الصوديوم، وقد درس خصائص مركبات الزئبق واستحضرها.

حاول بإرشادٍ من الإمام الصادق أن يحرّر الكيمياء من أساطير الأولين، فنجح في هذا السبيل إلى حدٍّ بعيد.

ارتبكت حياته كثيراً بعد أن أنزل الرشيد النكبة بالبرامكة، حيث اضطره الخوف على حياته إلى العيش متخفياً فترة طويلة من حياته في مدينة الكوفة.

توفي في طوس سنة 200هـ، وقيل سنة 198هـ.

يُعتبر مؤسساً لعلم الكيمياء، وقامت على أساس مباحثه مدرسة، وظهر بعده تلاميذ، وأصبح علم الكيمياء يُنسب إليه، وقد ابتكر ما يُعرف بعلم الموازين وأدخله في الكيمياء وألف كتاباً فيه.

هو صاحب أول إحصاء للعلوم، فقد وضع تصنيفاً أدخل فيه العلوم الشرعية إلى جانب العلوم الفلسفية.

اشتغل في الكثير من العلوم وبرع فيها كالفلسفة، والمنطق، والطب، والرصد، والرياضيات، والكيمياء، والميكانيك، والفلك، وسواها من المعارف الإنسانية، إلاَّ أنَّ شهرته بالكيمياء طغت عليه وعرف بها

الجاحظ

هو أبو عثمان بن بحر بن محبوب الجاحظ ولد في البصرة سنة163 هجريه -775 ميلادي في عهد الخليفه العباسي المنصور.

ولقب بالجاحظ لان عينيه كانتا جاحظتين ومنظره قبيح,
وتشوه خلقته وسواد لونه.

ومع ذلك كان مخاطا للناس ولطيف المعشر حلو الحديث سريع
النكته شديد السخريه
نشأ الجاحظ يتيم الاب وكان يسكن في حي فقير اسمه الكنانة في مدينة البصرة.
وجد "عمرو" أمه قد عادت من السوق و قد باعت ما شوته من أسماك وما صنعته من الحلوى. وجلس حزيناً وقال لأمه: الأولاد في الكتاب يزعمون ان ابي زنجي من افريقية.

فضحكت الام وقالت: كلنا مسلمون وقد ساوى الاسلام بين العرب وغير العرب. و تابعت تقول: ابوك يا ولدي ولد هنا في البصرة ونشأ عربي اللسان وكان يعمل جمال لسيد من سادات العرب وكان عمرو يحب الحيوانات وكان في بيته سلحفاة, وفأرة وثعبان وفكر عمرو أن عالم الحيوان علم عجيب. وقد دهشت الام حين سمعت ولدها يقول لها حين أتم حفظ القران.

سأذهب الى مسجد البصرة واتعلم العلم من شيوخها. أتم عمرو حفظ القران, و اعتاد ان يذهب مع امه ليبيع الاسماك والسكر و الحلوى. ثم يسرع مع العصر الى مسجد البصرة, ويستمعا الى شيخ من شيوخ اللغة, ويكتب ما يسمعه.

لم يعد يذهب عمرو مع امه الى السوق, لانه في المسجد تعرف على غني من البصرة وقد أعجب بذكائه في السؤال وسرعته في الجواب, وصحبه الى بيته, و أطعمه ابو عمران وأعطاه كتباً من كتبه.

وكان عمرو يحب الترحال وتعرف على شاب اسمه "عبد الرحمن" كان يصحبه اباه الامير "عبد الملك بين صالح" الى ارض البحرين وواصل القافلة عابرة ديار نجد الى المدينة ومكة.

وقد سمع قصص وأساطير عن الحيوانات والطيور وكان عمرو يكتب ملاحظاته وقد دامت الرحلة عامين كاملين وبعدها عاد الى البصرة.

وتابع القراءة وحضور جلسات العلم والادب.

هذا وقد جاءته دعوة لزيارة صديقه "عبد الرحمن" بانطاكية مدينة في الشام فأعد نفسه للسفر ليرى العراق, والشام, ومصر ويكسب مزيد من المعارف.

وفي الطريق كان يراقب الطبيعة وكافة انواع الحشرات والفراشات والحيوانات يراقبها ويدقق النظر اليها ويقلد اصواتها محاولا ان
يكتشف طبائعها وعاداتها في حركتها وسكونها.
وكان يسأل عن هذا ويسأل عن هذا وذاك ويدون ملاحظاته الى ان وصل الى انطاكية. وفي انطاكية تعرف على فتاة وتزوجها.

وقد وصلته رسالة ببريد الحمام الزاجل تفيد بوفاة امه وزواج اخته سارع بالعودة الئ البصرة بلغ عمرو اثنين وعشرين سنة ويحاول الكتابة ولكن ما كتبه لم يلق قبولا لدى الوراقين.

وحين اشرقت شمس القرن التاسع الميلادي وقد ترجمت الئ العربية وكان حصاد تلك الثقافة المترجمة يصل الئ الجاحظ بالصرة فيقروها.

وبعدها كتب اول كتبة "الدمامة" فكتب في علم الكلام "التوحيد" وبعدها دعاة الجليفة "المامون" الئ بغداد لانة اعجب كثيرا بكتاباتة. وفي بغداد انجز كتابة "المحاسن والاضداد" و"البيان والتبيين" والحقة بكتاب عن علم الحيوان.

وكذلك كتابة الخلاء. اصيب الجاحظ بمرض الفالج وكان وحيدا في غرفتة وحاول الوصول الئ رف من رفوف كتبة فانهارت وعلية الكتب والرفوف فلفظ انفاسة وكان ذالك سنة 860 ميلادين وقد بلغ "عمرو" 95 سنة .

وقد بلغ عدد كتب الجاحظ ثلاثمائة وخمسين كتابا ورسالة وفي الفلسفة ـ والدين ـ السياسة ـ الاقتصاد ـ والطبيعيات ـ والحيوان ـ والنبات ـ والادب ـ الرياضيات ـ والجغرافيا. ومنذ ذالك ظل اسم اسم "الجاحظ" وادبة وعلمة حيا

أبن رشد

اخر الفلاسفة العرب وأعظمهم أثراً عاش بالأندلس في القرن الثاني عشر الميلادي وفي قرطبة كانت تتعايش ثلاث ديانات وكانت تتفاعل ثلاث ثقافات: ثقافة اليونان والرومان وثقافة العرب وثقافة العبريين، وتشربت روح أبن رشد ثمار هذا التعايش والتفاعل والتسامح فأكتب احتراما للعقل. وفي العشرين من عمره تقدم لينال الأجازات العلمية في علم التفسير والحديث والفقه والكلام والمنطق والفلسفة والطب، وفيما بعد أصبح قاضي قضاة وطبيباً للسلطان،
يدعو للعقل والمدنية والمساواة بين الرجال والنساء ويوفق بين الدين والفلسفة ويعرض وينتقد أفكار الفلسفة المشرقية والمغربية ويطورها، ويهز بفكره وكتبه الدنيا بأسرها، وظل أبن رشد ينتقل في فترة إقامته باشبيلية بينها وبين مراكش يواصل عمله الفقهي ليل نهار حتى أتم إنجاز مشروعه الفقهي وختمه بكتاب في الفقه هو << المقدمات>> ولسنوات عشر وضع ابن رشد بين يديه أربع كتب دفعه ولمدة وأحدثت هذه الكتب غيظاً مكتوماً في نفوس المتزمتين بالأندلس والمغرب وبات خصوم ابن من الفقهاء يتحينون الفرص للإيقاع به عند السلطان. وكانت الفتنة غافية تحت الرماد تنتظر هبة ريح. وحرك خصومه الوعاظ في المساجد ضده والشعراء والوشاحين واتهمهم بأنه يهودي الأصل ومخروف العقل، وجمع الفقهاء ما استطاعوا جمعه من كتب ابن رشد وأحرقوها في ميادين قرطبة وأشبيلية، وقال ابن رشد لمن معه حين أبلغه الخبر ـ لأن أدرك أنني انتصرت للحق والحق لا يموت. وكان قد بلغ من العمر اثنتين وسبعين سنة حتى لفظ أنفاسه مودعاً الناس جميعاً وسار في تشييع جنازته السلطان وعدد قليل من الأصدقاء. وسارع الأصدقاء بنقل ابن رشد من مراكش على ظهر بغل ليدفن ليلاً مع جده وأبيه في ثرى قرطبة التي أحبها. وفي العام الثامن والتسعين في اليوم العاشر من ديسمبر من القرن العشرين حلت الذكرى الثمانمائة لوفاة ابن رشد واحتفل العالم كله بهذه الذكرى
.

العالم سـيـبويه

هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قِنْبَر، ويقال كنيته أبو الحسن، وأبو بشر أشهر، وكان مولى الحارث بن كعب.

قال ابن عائشة :
كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد ، وكان شابا نظيفا جميلا ، قد تعلق من كل علم بسبب، وضرب من كل أدب بسهم، مع حداثة سنه وبراعته في النحو.
قال محمد بن سلام :

كان سيبويه جالسا في حلقة بالبصرة فتذاكرنا شيئاً من حديث قتادة فذكـَــرَ حديثا غريبا وقال لم يرو هذا الحديث إلا سعيد بن أبي العروبة فقال له بعض ولد جعفر : ماهاتان الزيادتان يا أبا بشر ؟

فقال : هكذا يقال ، لأن العروبة يوم الجمعة ، فمن قال عروبة فقد أخطأ.

قال ابن سلام : فذكرت ذلك ليونس بن حبيب فقال : أصاب ، لله درّه.
وسِيبَوَيْهِ هو لقبه الذي به اشتهر حتى غطى على اسمه وكنيته، كانت أمه تحب أن تراقصه به وتدلـله في الصغر، وهي كلمة فارسية مركبة وتعني "رائحة التفاح". وهو إمام النحاة الذي إليه ينتهون، وعلم النحو الشامخ الذي إليه يتطلعون، وصاحب كتاب العربية الأشهر ودستورها الخالد. فارسي الأصل ولد في حدود عام (140هـ / 756 م ) على أرجح الأقوال في مدينة البيضاء ببلاد فارس، وهي أكبر مدينة في إصطخر على بعد ثمانية فراسخ من شيراز.

ولكن إلى متى ظل في البيضاء ؟ وكم كان عمره يوم رحيله إلى البصرة؟

جاء سيبويه إلى البصرة وهو غلام صغير؛ لينشأ بها قريبًا من مراكز السلطة والعلم، بعد أن فسحت الدولة العباسية المجال للفرس كيما يتولوا أرفع المناصب وأسناها، هذا ما ترجحه المصادر التي بين أيدينا، ولكن على ما يبدو هناك رأي آخر يتبناه أحد الباحثين( )؛ حيث يرى أن سيبويه وفد إلى البصرة بعد سن الرابعة عشرة، وهذا الرأي هو ما نرجحه ونميل إليه؛ لأن الناظر في كتاب سيبويه يوقن أن صاحبه كان على دراية كبيرة باللغة الفارسية وكأنها لغته الأم.

سيبويه و الحديث!

كان سيبويه وقتها ما زال فتى صغيرًا يدرج مع أقرانه يتلقى في ربوع البصرة ـ حاضرة العلم حينذاك ـ الفقه والحديث، وذات يوم ذهب إلى شيخه حماد البصري ليتلقى منه الحديث ويستملي منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء…"

ولكن سيبويه لقدر قدره الله له، يقرأ الحديث على هذا النحو: "ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت ليس أبو الدرداء …"

فصاح به شيخه حماد : لَحَنْتَ يا سيبويه، إنما هذا استثناء؛ فقال سيبويه: والله لأطلبن علمًا لا يلحنني معه أحد، ثم مضى ولزم الخليل وغيره. ومن هنا كانت البداية.

شـيوخه:

تتلمذ سيبويه على عديد من الشيوخ والعلماء، نخص منهم أربعة من علماء اللغة، أولهم: عبقري العربية وإمامها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو أكثرهم تأثيرًا فيه، فقد روى عنه سيبويه في الكتاب 522 مرة، وهو قدر لم يروِ مثله ولا قريبًا منه عن أحد من أساتذته، وهو ما يجسد خصوصية الأستاذية التي تفرد بها الخليل بن أحمد رحمه الله، دون سائر أساتذة سيبويه، وثانيهم: أبو الخطاب الأخفش، وثالثهم: عيسى بن عمرو، ورابعهم: أبو زيد النحوي. ومات سيبويه رحمه الله وجل شيوخه على قيد الحياة!

مؤامرة تحاك:

الأشجار التي تثمر هي وحدها التي تُلقى بالأحجار، يبدو أن هذا القانون يمتد أيضًا إلى دنيا البشر، فكثيرًا ما يتعرض العلماء لجهالة الجهلاء وللأحقاد والأضغان، ولكن الغريب حقًّا أن يتزعم المؤامرة عالم له ثِقْله وقيمته في دنيا اللغة، ولكن هكذا اقتضت حكمة الله أن الكمال لله وحده، وأن لكل عالم هفوة، ولكل جواد كبوة.

تحدثنا المصادر أن سيبويه بقي في البصرة منذ دخلها إلى أن صار فيها الإمام المقدم، وأن شهرته قد لاحت في الآفاق، وأنه دعي إلى بغداد حاضرة الخلافة آنذاك من قبل البارزين فيها والعلماء، وهناك أعدت مناظرة بين كبيري النحاة: سيبويه ممثلاً لمذهب البصريين والكسائي عن الكوفيين، وأُعلن نبأ المناظرة، وسمع عنها القريب والبعيد، ولكن الأمر كان قد دُبِّر بليل، فجاء الكسائي وفي صحبته جماعة من الأعراب، فقال لصاحبه سيبويه: تسألني أو أسألك؟

فقال سيبويه: بل تسألني أنت.

قال الكسائي: كيف تقول في: قد كنت أحسب أن العقرب أشد لسعة من الزُّنْبُور(الدبور)، فإذا هو هي، أو فإذا هو إياها بعينها؟ ثم سأله عن مسائل أخرى من نفس القبيل نحو: خرجت فإذا عبد الله القائمُ أو القائمَ؟

فقال سيبويه في ذلك كله بالرفع، وأجاز الكسائي الرفع والنصب، فأنكر سيبويه قوله؛ فقال يحيى بن خالد، وقد كان وزيرًا للرشيد: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما؟

وهنا انبرى الكسائي منتهزًا الفرصة: الأعراب، وهاهم أولاء بالباب؛ فأمر يحيى فأدخل منهم من كان حاضرًا، وهنا تظهر خيوط المؤامرة وتأتي بثمارها؛ فقالوا بقول الكسائي؛ فانقطع سيبويه واستكان، وانصرف الناس يتحدثون بهذه الهزيمة التي مُني بها إمام البصريين. كان سيبويه لا يتصور بفطرته النقية أن يمتد الشر مدنسًا محراب العلم والعلماء؛ فحزن حزنًا شديدًا وقرر وقتها أن يرحل عن هذا المكان إلى أي مكان آخر ليس فيه حقد ولا أضغان؛ فأزمع الرحيل إلى خراسان. وكأنما كان يسير إلى نهايته؛ فقد أصابه المرض في طريق خراسان، ولقي ربه وهو ما زال في ريعان الشباب، لم يتجاوز عمره الأربعين، وذلك سنة (180هـ/ 796م) على أرجح الأقوال.

انظر المناظرة كاملة " المسألة الزنبورية"

ولكن سيبويه لم يمت فسرعان ما بُعث حيًّا يخاطب الأجيال بهذا الكتاب الذي ضمنه أفكاره وآراءه وآراء معاصريه، فكان بحق أخلد كتاب في نحو اللغة وصرفها وأصواتها، يعتمد عليه الدارسون، مهما اختلف بهم الزمان والمكان.

تلاميذ سيبويه:

من الصعوبة بمكان أن نحصي تلاميذ سيبويه، خاصة لو وضعنا في اعتبارنا أن كل النحاة الذين جاءوا بعده غاصوا في بحور لغتنا الجميلة عبر كتابه، ولكن لو تعرضنا للتلاميذ بالمعنى الحرفي فإننا نقول: برز من بين تلاميذ سيبويه عالمان جليلان هما: الأخفش الأوسط (أبو الحسن سعيد بن مسعدة) وقطرب (أبو محمد بن المستنير المصري).

ثانيا: الكتاب

بلا عنوان:

درج كل العلماء والباحثين والمصنفين على أن يضعوا أسماء لمؤلفاتهم ومصنفاتهم، إلا أن الوضع معنا يختلف؛ فسيبويه لم يضع لكتابه اسمًا أو حتى مقدمة أو خاتمة، ولكن لماذا لم يضع سيبويه عنوانًا لكتابه أو مقدمة أو خاتمة؟

أغلب الظن أن القدر لم يمهله ليفعل ذلك؛ فمات سيبويه في ريعان شبابه، قبل أن يخرج الكتاب إلى النور؛ فأخرجه تلميذه أبو الحسن الأخفش إلى الوجود دون اسم؛ عرفانًا بفضل أستاذه وعلمه وخدمةً للغة القرآن التي عاش من أجلها أستاذه؛ فأطلق عليه العلماء اسم "الكتاب"، فإذا ذُكر " الكتاب " مجردًا من أي وصف فإنما يقصد به كتاب سيبويه.

أهمية الكتاب:

الكتاب بمثابة خزانة للكتب، احتواها بالقوة في ضميره وتمخض عنها الزمن بالفعل من بعد وفاة سيبويه، فإذا الأئمة كلهم تلاميذ في مدرسته، وإذا المؤلفون جميعًا لا يجدون إلا أن يناقشوه ويفسروه ويعلقوا عليه ويصوبوه ويخطئوه، ولكنهم مع ذلك يدورون في فلكه، حتى أصبح هو المصدر الفريد لعلمي النحو والصرف بالإضافة إلى علم الأصوات.

منهج الكتاب:

كثيرًا ما يوضح الكتاب مناهجهم في بداية كتبهم، ولكن الوضع معنا يختلف؛ فسيبويه لم يتمكن من وضع مقدمة لكتابه، يوضح فيها المنهج الذي سلكه في ترتيبه؛ ولذلك بقي منهج الكتاب لغزًا عصيًّا على الإدراك، حتى مضى بعض الباحثين إلى أن سيبويه لم يكن يعرف المنهج، وإنما هو قد أورد مسائل الكتاب متتابعة دون أي نظام أو رباط يربط بينها. ولو كان مؤلف الكتاب شخصًا آخر غير سيبويه، لجاز أن يسلم بهذا الرأي على ضعفه، أمَا والمؤلف سيبويه فمن الواجب أن ننزهه عن هذا.

وهنا ينبري شيخنا علي النجدي يحدثنا عن منهج سيبويه، فيقول: نهج سيبويه في دراسة النحو منهج الفطرة والطبع، يدرس أساليب الكلام في الأمثلة والنصوص؛ ليكشف عن الرأي فيها صحة وخطأ، أو حسنًا وقبحًا، أو كثرة وقلة، لا يكاد يلتزم بتعريف المصطلحات، ولا ترديدها بلفظ واحد، أو يفرع فروعًا، أو يشترط شروطًا، على نحو ما نرى في الكتب التي صنفت في عهد ازدهار الفلسفة واستبحار العلوم.

فهو في جملة الأمر يقدم مادة النحو الأولى موفورة العناصر، كاملة المشخصات، لا يكاد يعوزها إلا استخلاص الضوابط، وتصنيع الأصول على ما تقتضي الفلسفة المدروسة والمنطق الموضوع، وفرق ما بينه وبين الكتب التي جاءت بعد عصره كفرق ما بين كتاب في الفتوى وكتاب في القانون، ذاك يجمع جزئيات يدرسها ويصنفها ويصدر أحكامًا فيها، والآخر يجمع كليات ينصفها ويشققها لتطبق على الجزئيات.

ويمكن أن يقال على الإجمال: إنه كان في تصنيف الكتاب يتجه إلى فكرة الباب كما تتمثل له، فيستحضرها ويضع المعالم لها، ثم يعرضها جملة أو آحادًا،
وينظر فيها تصعيدًا وتصويبًا، يحلل التراكيب، ويؤول الألفاظ، ويقدر المحذوف، ويستخلص المعنى المراد،
وفي خلال ذلك يوازن ويقيس، ويذكر ويعد، ويستفتي الذوق، ويستشهد ويلتمس العلل، ويروي القراءات، وأقوال العلماء، إما لمجرد النص والاستيعاب وإما للمناقشة وإعلان الرأي،
وربما طاب له الحديث وأغراه البحث، فمضى ممعنًا متدفقًا يستكثر من الأمثلة والنصوص. واللغة عنده وحدة متماسكة، يفسر بعضها بعضًا، ويقاس بعضها على بعض، وهو في كل هذا يتكئ في ترتيب أبواب الكتاب على فكرة العامل أولاً وأخيرًا

ابن الهيثم

بن الهيثم أبو علم البصريات ( 354- 430هـ / 965- 1038)

هو محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم أبو علي البصري نسبة إلى مدينة البصرة . عالم موسوعي نبغ في علوم البصريات والطبية والهندسة وعلم العدد كما نبغ في علم الفلك وفي الفلسفة والمنطق والموسيقي وأتقن الطب وصنف فيه لكنه يمارسه
ولد ابن الهيثم بمدينة البصرة وتوفي بمدينة القاهرة
وعاش تسعا وسبعين سنة وتعلم ابن الهيثم بمدينة البصرة واشتغل فترة بديوان إمارتها ثم بديوان مدينة حمص بالشام وشغف بالترحال طلبا العلم فزار مدائن العراق وفارس والشام وسمع الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله أن ابن الهيثم قال ،

وكان آنذاك بالشام لو كنت بمصر لعملت لنيلها سدا يجعله يروي أرض مصر أيام نقص الفيضان مثل أيام فيضانه سواء بسواء ويجعله لا يغير مجراه ودعا الحاكم إليه في مصر ابن الهيثم لينفذ فكرته للنيل فشد ابن الهيثم رحاله إلي يمصر واستقبله الحاكم بنفسه خارج القاهرة إجلالا له وتقديرا لعلمه
لكن ابن الهيثم حين ابن الهيثم حين وصل إلى منطقة الجنادل جنوبي مصر. وعاين المكان اكتشف استحالة تنفيذ فكرته في زمانه ,

بوسائل عصره فرجع إلى القاهرة معترفا بفشله في تنفيذ فكرته بإقامة سد علي النيل يختزن المياه من أيام الفيضان لتروى أرض مصر في أيام التحاريق وغضب الحاكم بأمر الله لعجز ابن الهيثم عن تنفيذ فكرته ،
بإقامة سد علي النيل يختزن المياه من أيام الفيضان لتروي أرض مصر في أيام التحاريق وغضب الحاكم بأمر الله لعجز ابن الهيثم عن تنفيذ فكرته ،
وإنقاذ أهل مصر من المجاعات في سنوات التحاريق لكنه برغم غضبه علي ابن الهيثم سمح له بالبقاء في مصر ليكون بها عالما من علمائها واستقر ابن الهيثم بمصر إلى آخر عمره فأنجز وهو بها مؤلفات عديدة في العلوم التي نبغ فيه

الرازي

هو احمد بن محمد الرازي (توفي 421ه /1030م) المؤرخ، و الفيلسوف، و الطبيب، و الاديب

لايعرف شيئا عن تاريخ ولادته، و لكن بما انه يشير الى كثرة تردده على ابي محمد المهلبي، وزير معزالدولة البويهي، و انه استقى معلوماته عن سنة 320ه و ما بعدها شفاها من المهلبي، و في موضع آخر يقول انه كان مصاحبا للمهلبي سنة 341،
فبديهي ان عمره يومئذ لم يكن ليقل عن عشرين سنة، فلابد ان تكون ولادته في حوالي سنة 320ه، و يكون قد توفي و هو في حوالي المئة سنة من عمره.

يقول ياقوت:

انه كان مجوسيا ثم اسلم، و لكن بما ان اسم ابيه هو محمد، فيستبعد ان لا يكون مسلما بالولادة، خاصة و ان هذا لم يرد في اي مصدر آخر.

عن سنوات حياته الاولى لايوجد ما يعتمد عليه، و لكن يبدو انه لم يقض سنوات حداثته في راحة و طمانينة، و هو يذم اسلوب ابويه في تربيته، و الظاهر ان اباه كان يحمله على حفظ الشعر الجاهلي و روايته، و انه كان في اوائل شبابه كثير اللهو، و لكنه سعى بعد ذلك الى تهذيب نفسه و نجح فيه.

كانت للرازي علاقات وثيقة مع وزراء آل بويه و امرائهم في شؤون الديوان و المكتبات و الامور المالية، و في منادمتهم و مصاحبتهم، و الاخذ و العطاء في ميدان العلم و الادب، و لهذا امضى معظم سنوات حياته في مدن متفرقة مثل، الري، و بغداد، و شيراز، و اصفهان، و احسب ان طلب العلم كان له دخل في تلك الرحلات.

كان الرازي من الري اصلا، و لعله قضى العقدين الاولين من عمره فيها، ثم التحق بالبويهيين في بغداد، و امضى نحو اثنتي عشرة سنة مصاحبا و نديما خاصا لابي محمد المهلبي، وزير معزالدولة. ثم قضى سبع سنوات بصحبة ابي الفضل ابن العميد، وزير ركن الدولة البويهي يدير مكتبته في الري. و الظاهر انه بعد ذلك دخل في خدمة ابي الفتح ابن العميد وزير ركن الدولة و مؤيد الدولة. و بعد مقتل ابى الفتح رفض مسكويه خدمة الصاحب بن عباد، الوزير الجديد لمؤيد الدولة، الذي كانت ‏بينهما منافسة. و حتى بعد موت الصاحب بن عباد لم يغفر له و قدح فيه في شعره.

ثم التحق ابو علي بعضد الدولة، سلطان آل بويه الكبير، في شيراز و اصبح احدا ندمائه و رسله، و عهد اليه بادراة مكتبته و بيت ماله، و بقي في منصبه هذا حتى مات عضد الدولة. كانت تلك المكتبة تجمع جميع مصنفات ذلك الزمان، و الى هذا يشير مسكويه، كما الف باسمه كتاب تجارب الامم، و في المقدمة اشار الى كونه من موظفيه. و كان عضد الدولة قد عين مكانا في قصره و بالقرب منه لجمعية الحكماء و الفلاسفة ليجروا مناقشاتهم العلمية فيه، و كان هو نفسه من اعضاء الجمعية البارزين.

و اذ تسنم صمصام الدولة الحكم بعد ابيه ازدادت علاقة الرازي به، و كان يحضر المجالس العلمية التي كان يعقدها ابن سعدان، وزير صمصام الدولة، حيث كان يحضر ايضا اشخاص مثل ابن زرعة، و ابن الخمار، و ابن سمح، و القومسي، و نظيف الرومي، و يحيى بن عدي و عيسى بن علي. و بعد صمصام الدولة، ظل مسكويه في خدمة رجال الدولة الآخرين في بلاط الري. في اول الامر كان هو و جمع آخر من العلماء، مثل ابن سينا و البيروني، في خدمة خوارزمشاه، و لكنه رفض الالتحاق بخدمة السلطان محمود الذي كان قد طلب‏ تلك ‏الجماعة ‏من ‏خوارزمشاه، الا ان هذا ليس مؤكدا و لا يعدو ان يكون مجرد اقاويل.

امضى ابوعلي ايامه الاخيرة في اصفهان و فيها توفي و دفن في محلة تسمى (خواجو)، الا ان القمي في السفينة، و في الكنى قيل انه دفن في محلة اسمها درب جناد او جناب.

كانت لابي علي علاقات وطيدة مع الحكماء و العلماء و الادباء في عصره. من هؤلاء كان ابو سليمان السجستاني الذي اعتبر الرازي من كبار علماء العصر و مدحه كثيرا، كما جاء في كتابه صوان الحكمة الذي الفه في حياة الرازي عن رجال العلم و الحكمة.

كان تعامل ابي حيان التوحيدي مع الرازي مثل تعامله مع سائر معارفه العلماء، متناقضا، فمرة هو مسرور و مادح، و اخرى هو غير مسرور و قادح، متهما الرازي بالتقلب و البخل . . . و في الوقت نفسه يصف شعره بالجمال و الفاظه بالطهارة، و يعتبره «كنز العلوم العجيبة و اسرار الحكمة».

و من المقربين اليه كان ابوبكر الخوارزمي. اما بديع الزمان الهمداني الذي خاصم معاصريه، بمن فيهم الخوارزمي، احنى راسه احتراما لمسكويه و تعظيما و لم يهاجمه.
من معاصري الرازي الآخرين في النصف الثاني من عمره كان ابن سينا، الذي ولد يوم كان الرازي في الخمسين من عمره

ابن سينا

هو الشيخ الرئيس، أمير الأطباء، الحكيم، الفليسوف  كنيته أبو علي. اسمه الحسين بن عبد الله ابن سينا البخاري مشهور بـ ابن سينا.

ولد في أفصهان بالقرب من بخارى عاصمة خراسان بلد أمه عام 370 للهجرة الموافق لـ 980 م.
توفي بهمدان بالقرب من أصفهان في إيران عام 428 للهجرة الموافق لـ 1037م
ابن سينا هو أعظم علماء المسلمين، ومن أشهر مشاهير العلماء العالميين فقد كان فيلسوفاً، وطبيباً، ورياضياً، وفلكياً.
ويلقب بالمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي.

تلقى تعليمه الأول في بخارى حيث درس القرآن وأصول اللغة ودرس الأدب، والفلسفة، والمنطق، والهندسة، وعلم النجوم، والطب، والطبيعيات. وأصبح حجة في الطب، والفلك، والرياضيات، والفلسفة قبل بلوغه سن العشرين.
وحين بلغ العاشرة من عمره كان قد حفظ القرآن الكريم ، ودرس الكثير من أدب العرب وتعلم ابن سينا وهو في صباه الحساب الهندي .
ولشهرته في الطب، دعاه الأمراء ليعالجهم. ووفق في مداواة أمير بخارى "نوح بن منصور"الذي كان مصابا بمرض عضال حار الاطباء في معرفته وعجزوا عن علاجه ,
فضمه السلطان الى حاشيته وجعله من خاصته وفتح له خزانة كتبه
العامره , فيجد ابن سينا فيها صناديق منضده كل صندوق يضم
علما من العلوم فيقبل على قراءتها بنهم وشغف.

كما عالج "شمس الدولة" أمير همذان، و"علاء الدولة" أمير أصفهان.
فأنعموا عليه وفتحوا له أبواب دور كتبهم، فوجد فيها مجالاً كبيراً لإتمام دراساته والتعمق في مختلف فروع المعرفة.

في عام 392 هجريه اضطربت الاحوال السياسيه في بخارى تولى الحكم سلطان عرف بنفوره من الفلاسفه وكراهيته منهم
فعزم ابن سينا على الرحيل منها والتوجه الى كركانج وهي عاصمة
الخوارزميين فالتقى هناك بامير تلك البلاد علي بم مامون
فرحب به واجرى له مرتبا شهريا.

وإضافةً إلى اهتمامات ابن سينا العلمية، فقد اشتغل بالسياسة وتدبير شـؤون الـدولة، حيث استوزره شمس الدولة في همذان،
ولكن ابن شمس الدولة سجنه ؛ إلا أنه تمكن، بعد قضاء عدة أشهر في السجن، من الفرار إلى أصفهان حيث قضى أيامه الأخيرة في كنف أميرها "علاء الدولة"، وقد وافته المنية في همذان.
برز ابن سينا بصفة خاصة في الطب، حيث حقق فيه اكتشافات جديدة. فهو أول من تحدث، بتفصيل، عن دودة سماها الدودة المستديرة، وهي ما يعرف الآن باسم "الأنكلستوما"، ودرس الاضطرابات العصبية وتوصل إلى بعض الحقائق النفسية والمرضية عن طريق التحليل النفسي. وكان يرى أن العوامل النفسية والعقلية لها تأثير كبير على أعضاء الجسم ووظائفها.كما وصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم.
وقد أضاف ابن سينا إلى الطب الكثير بناء على مشاهداته الخاصة، حيث كان يعطي للتجربة المكانة الأولى وتوصل بفضلها إلى ملاحظات أصيلة ؛ ومن أمثلة ذلك : إدراكه للطبيعة المعدية للسل الرئوي، وانتشار الأمراض عن طريق الماء والتربة، ووصفه الدقيق لأمراض الجلد، والأمراض التناسلية. هذا إضافةً إلى وصفه للطرق الصيدلية لتحضير عدد من الأدوية.
كما كان ابن سينا أول من اكتشف التهابات غشاء الدماغ المعدية، وميزها عن غيرها من الالتهابات المزمنة، ووضع أول وصف لتشخيص مرض تصلب الرقبة والتهاب السحايا بشكل واضح. وتحدث عن شلل الوجه وأسبابه، وميز بين الشلل الناتج عن سبب مركزي في الدماغ والناتج عن سبب محلي.
تمثَّل إسهام ابن سينا في الفيزياء في دراسة عدد من الظواهر الطبيعية مثل الحركة، والقوة، والفراغ، واللانهاية، والنور، والحرارة. ولاحظ أنه إذا كان إدراك الضوء ناتجاً عن انبعاث نوع ما من الجسيمات من مصدر مشع، فإن سرعة الضوء لا بد أن تكون محدودة.
أما في علم الجيولوجيا، فقد أسهم ابن سينا برسالته في تكون الجبال والأحجار الكريمة والمعادن التي ناقش فيها تأثير الزلزال، والماء، ودرجة الحرارة، والرواسب، والتحجر، والتعرية.
وإضافةً إلى ذلك، برع ابن سينا في الرياضيات والفلك، وعالج مسائل الأجسام اللامتناهية .
تجاوزت مؤلفات ابن سينا المائتين ما بين كتب ورسائل، ومن أشهرها
كتاب "القانون" وهو من أهم مؤلفات ابن سينا وأنفسها، وإليه ترجع شهرته في الطب. وقد عرف هذا الكتاب انتشاراً واسعاً في الغرب والشرق. ترجمه "جيرار الكريموني" إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر، وطبع في الثلاثين سنة الأخيرة من القرن الخامس عشر ستَّ عشرة طبعة، واحدة منها باللغة العبرية والباقي باللاتينية ؛ وفي القرن السادس عشر أعيدت طباعته أكثر من عشرين مرة، وظل يدرس في أوربا حتى القرن التاسع عشر. وقد أعيد سنة (1996م) طبعه من طرف معهد تاريخ العلوم العربية الإسلامية في إطار جامعة فرانكفورت ضمن سلسلة الطب الإسلامي التي يصدرها فؤاد سزكين.
ــ كتاب"الشفاء"، وهو موسوعة فلسفية تضم حصيلة المعارف التي توصل إليها ابن سينا في المنطق، والطبيعيات، والفلسفة ؛
ــ وكتاب"النجاة" وهو ملخص لكتاب الشفاء وأقل تعقيداً منه ؛
ــ وكتاب "الإشارات والتنبيهات"الذي يشتمل على دراسات في الطبيعيات، والإلهيات، والتصوف، والأخلاق.
ولابن سينا مؤلفات أخرى في الطب، والفلسفة، والموسيقى، واللغة، والإلهيات، والنفس، والمنطق، والطبيعيات، والرياضيات، والفلك

الخليل بن أحمد البصري الفراهيدي

أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد البصري الفراهيدي الأزدي، سيد أهل الأدب قاطبة في علمه وزهده والغاية في تصحيح القياس واستخراج مسائل النحو وتعليلة . وكان من تلاميذه أبي عمرو بن العلاء ، وأخذ عنه سيبويه، ولازمه وقرأ عليه ، وعامة الحكاية في كتاب سيبويه عن الخليل بن أحمد، وكلما قال سيبويه : وسألته " أو قال " قال" من غير أن يذكر قائله فهو "الخليل".
وأخذ عنه كذلك النضر بن شميل ، وأبو فيد مؤرج السدوسي، وعلي بن نصر الجهضمي وغيرهم.

علـــمـــه :

وهو أول من استخرج علم العروض ، وضبط اللغة وأملى كتاب العين على الليث بن المظفر وكان أول من حصر أشعار العرب ، وكان يقول البيتين والثلاثة ونحوها في الأدب مثل ما روي عنه إنه كان يقطع العروض فدخل عليه ولده في تلك الحال فخرج الى الناس وقال : إن أبي قد جن. فدخل الناس عليه وهو يقطع العروض فأخبروه بما قال ابنه،
ويروى عن سفيان الثوري أنه كان يقول : من أحب أن ينظر الى رجل خلق من الذهب والمسك فلينظر الى الخليل بن أحمد. ويروى عن النضر بن شميل انه قال : كنا نمثل بين ابن عون والخليل بن أحمد أيهما نقدم في الزهد والعبادة فلا ندري أيهما نقدم.

وكان النضر يقول : ما رأيت رجلا ً أعلم بالسنة بعد أبن عون من الخليل بن أحمد وكتبه وهو في خص لا يشعر به. وما يحكى عنه من العلم والزهد أشهر من أن يذكر.
وتوفي رحمه الله سنة ستين ومائة للهجرة

أبــو الحسن عليّ بن حمزة الكسائي

إمـــام مدرســة الكوفة : الإمام ألكسائي

هوأبــو الحسن عليّ بن حمزة الكسائي ، قال الصولي : علي بن حمزة الكسائي هو علي بن حمزة بن عبدالله بن عثمان ، وقيل بهران بن فيروز مولى بني أسد.

أخذ عن أبي جعفر الرؤاسي ومعاذ الهراء وكان أحد أئـمة القراء السبعة وكان قد قرأ على حمزة الزيات وأقرأ القراءة ببغداد، ثم اختار لنفسه قراءة فأقرأ بها الناس، وكان قد سمع من سليمان بن أرقم وأبي بكر بن عياش وسفيان بن عيينة وأخذ عنه أبو بكر زكريا يحي بن زياد الفراء وأبو عبيد بن القاسم بن سلام وجماعة.
وقال يحي بن زياد الفراء : إنما تعلم الكسائي النحو على الكبر ، وكان سبب تعلمه أنه جاء يوما وقد مشى حتى أعيي ، فجلس إلى قوم فيهم فضل وكان يجالسهم كثيرا ً ، فقال : قد عييّت ، فقالوا له : تجالسنا وأنت تلحن، فقال كيف لحنت ؟ فقالوا : إن كنت أردت من التعب فقل : أعييت ، وإن كنت أردت من إنقطاع الحيلة والتحير في الإمر فقل : "عـيـيت" بالتخفيف، فأنف من هذه الكلمة وقام من فوره، فسأل من يعلم النحو، فأرشد الى معاذ الهراء فلزمه حتى أنفد ما عنده. ثم خرج الى البصرة ولقي الخليل بن أحمد ، وجلس في حلقته، فقال رجل من الأعراب تركت أسدا ً وتـمـيـمـا ً وعندهما الفصاحة وجئت إلى البصرة، وقال للخليل بن أحمد : من أين علمك هذا ؟ فقال الخليل من بوادي الحجاز ونجد وتهامة.

فخرج الكسائي وأنفد خمس عشرة قنينة حبر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظه ، ولم يكن له هــمٌّ غير البصرة والخليل ، ولما رجع وجد الخليل قد مات ، وجلس في موضعه يونس بن حبيب البصري النحوي فجرت بينهما مسائل أقر له يونس فيها وصدره في موضعه.

قال عبدالرحيم بن موسى : قلت للكسائي : لم سُميت الكسائي ؟ قال : لأني أحرمت من كساء ؟

وقال خلف بن هشام : دخل الكسائي الكوفة فجاء إلى مسجد السبيع ، وكان حمزة بن حبيب يقريء فيه فتقدم الكسائي مع أذان الفجر فجلس وهو ملتف بكساء فلما وصل حمزة قال : من تقدم في الوقت ؟ قيل له : الكسائي يعنون به صاحب الكساء فرمقه القوم بأبصارهم .

فقالوا : ان كان حائكا ً فسيقرأ سورة يوسف وإن كان ملاحا فسيقرأ سورة طــه.

فسمعهم فقرأ بسورة يوسف فلما بلغ إلى قصة الذئب قرأ " فأكله الذيب " بغير همز فقال له حمزة : الذئب بالهمز .

فقال له الـــكسائي ولذلك أهمز الحوت وقرأ " فألـتـقـمه الحؤت " فقال : لا.

فقال : لم هــمـــزت الذئب ولم تهمز الحوت؟ وهذا فأكله الذئب وهذا فألتقمه الحوت ؟.

فـــرجع حــمزة بـِـبَصَرهِ إلى حماد الأحول وكان أكمل أصحابه فتقدم إليه في جماعة أهل المجلس فناظروه فلم يصنعوا شيئا ً ..

وقالوا : أفدنا - يرحمك الله تعالى - فقال لهم تفهموا عن الحائك ، تقول : إذا نسبت الرجل الى الذئب قد استذأب، ولو قلت قد استذاب بغير همز لكنت إنما نسبت إلى الذوب، فتقول قد استذاب الرجل اذا ذاب شحمه بغير همز واذا نسبته الى الحوت قلت : قد استحات ارجل أي كثر أكله للحوت اذا كان يأكل منه كثيرا فلا يجوز فيه الهمز فلتلك العلة همز الذئب ولم يهمز الحوت. وفيه معنى آخر : لا تسقط الهمزة من مفردة ولا من جمعه وأنشدهم :

أيها الذئب وابــنـــه وأبـــوه أنت عندي من أذؤب ضاريــــات         قال فــســمي الكسائي من ذلك اليوم.

مؤلــفـــاتـــه :

وله كتب كثيرة منها : كتاب "معاني القرآن"، وكتاب " المختصر في النحو" ، وكتاب " القراءات " ، وكتاب " العـــدد" ، وكتاب " إختلاف العــدد " ، وكتاب " مقطوع القرآن " ، وموصوله ، وكتاب " النوادر الكبير " ، وكتاب " النوادر الصغير " ، وكتاب " الهجاء " ، وكتاب " المصادر" إلى غير ذلك.

وكان الكسائي يعلم الرشيد والأمين من بعده.

قال سلمة

أبو العلاء المعري

هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعمري ، شاعر فيلسوف ، ولد سنة 363 هـ / 973 م في معرة النعمان ، كان نحيف الجسم ، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره . وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة . درس على أبيه وأهله ، ثم على علماء ورؤسائها ، ومكث بها سنة وسبعة أشهر ، وكما يبدو أن الحياة لم ترق له
فهجرها ورجع الى منزله ولم يخرج منه . وقد سمى نفسه رهين المحبوسين يعني : حبس نفسه في المنزل ، وحبس بصره عن الرؤية . وقد امتنع عن أكل كل ذي روح ، وما يخرج منه . ألف خلال حياته كتباً كثيرة ، رواها له ياقوت في معجمه ، وتدل على ثقافته الواسعة ، فهو يعرف الديانات والمعتقدات ، وله معرفة باليونانية والفارسية والهندية ، ويكاد يكون عالماً قائماً بذاته . توفي في معرة النعمان سنة 449 هـ / 1057 م

يونس بن حبيب

أيونس بن حبيب البصري
هو يونس بن حبيب البصري النحوي، من أكابـرالنحويين ، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وسمع من العرب كما سمع من قبله، وأخذ عنه سيبويه وحكى عنه في كتابه، وأخذ عنه أيضا ً أبو الحسن علي ّ بن حمزة الكسائي وأبو زكريا يحي بن زياد الفراء .
وكان له مذاهب وأقـيسـة يتـفرد بها وكانت حلقته بالبصرة ، وكان يقصده طلبة العربية وفصحاء الأعراب والبادية.

وقال ثعلب : جاوز يونس المائة، وقيل عاش ثمانية وثمانين سنة وتوفي يونس بن حبيب البصري سنة ثلاث وثمانين ومائة في خلافة هارون الرشيد

 

أبو العباس محمد بن يزيد المبرد

هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر أبو العباس الأزدي، المعروف بالمبرد النحوي البصري، وهو إمام في اللغة العربية، وقد أخذ ذلك عن المازني، وأبو حاتم السجتاني، وكان ثقة ثبتا فيما ينقله، وللمبرد النحوي كتاب الكامل في الأدب.
سمي بالمبرد، لأنه اختبأ من الوالي، عند أبي حاتم، تحت المزبلة. قال المبرد: دخلنا يوماً على المجانين، نزورهم، أنا وأصحابي بالرقة، فإذا فيهم شاب، قريب العهد بالمكان عليه ثياب ناعمة، فلما أبصرنا، قال: حياكم الله، فمن أنتم؟ قلنا من أهل العراق. فقال: بأبي العراق، وأهلها انشدوني أو أنشدكم؟
قال: المبرد: بل أنشدنا أنت فأنشأ يقول:

الله يعلم أني كمد ... لا أستطيع بث ما أجد
روحان لي روح تضمنها ... بلد وأخرى حازها بلد

قال المبرد فقلت: والله إن هذا طريف فزدنا منه، فأنشأ يقول:

لما أناخوا قبيل الصبح عيرهم ... وحملوها فثارت بالهوى الإبل
وأبرزت من خلال السجف ناظرها ... ترنو إلي ودمع الهين ينهمل

فقال الرجل : من البغضاء الذين معي: ماتوا.
فقال الشاب: إذا أموت ..
فقال : إن شئت.
فتمطى، واستند إلى سارية عنده، ومات، وما برحنا، حتى دفناه رحمه الله، ومات المبرد عن السبعين عاما

ابن البيطار

هو أبو محمد ضياء الدين عبد الله بن أحمد بن البيطار، المالقي الأندلسي، وهو طبيب وعشاب، ويعتبر من أشهر علماء النبات عند العرب. ولد في أواخر القرن السادس الهجري، ودرس على أبي العباس النباتي الأندلسي، الذي كان يعشب، أي يجمع النباتات لدرسها وتصنيفها، في منطقة اشبيلية.
سافر ابن البيطار، وهو في أول شبابه، إلى المغرب، فجاب مراكش والجزائر وتونس، معشباً ودارساً وقيل أن تجاوز إلى بلاد الأغارقة وأقصى بلاد الروم، آخذاً من علماء النبات فيها. واستقر به الحال في مصر، متصلاً بخدمة الملك الأيوبي الكامل الذي عينه (رئيساً على سائر العشابين وأصحاب البسطات) كما يقول ابن أبى أصيبعة، وكان يعتمد علليه في الأدوية المفردة والحشائش. ثم خدم ابنه الملك الصالح نجم الدين صاحب دمشق.

من دمشق كان ابن البيطار يقوم بجولات في مناطق الشام والأناضول، فيعشب ويدرس. وفي هذه الفترة اتصل به ابن أبي أصيبعة صاحب (طبقات الأطباء)، فشاهد معه كثيراً من النبات في أماكنه بظاهر دمشق، وقرأ معه تفاسير أدوية كتاب ديسقوريدس. قال ابن أبي أصيبعة: (فكنت آخذ من غزارة علمه ودرايته شيئاً كثيراً. وكان لا يذكر دواء إلا ويعين في أي مكان هو من كتاب ديسقوريدس وجالينوس، وفي أي عدد هو من الأدوية المذكورة في تلك المقالة).

وقد توفي ابن البيطار بدمشق سنة 646 هـ، تاركاً مصنفات أهمها: كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، وهو معروف بمفردات ابن البيطار، وقد سماه ابن أبي أصيبعة (كاتب الجامع في الأدوية المفردة)، وهو مجموعة من العلاجات البسيطة المستمدة من عناصر الطبيعة، وقد ترجم وطبع. كما له كتاب المغني في الأدوية المفردة، يتناول فيه الأعضاء واحداً واحداً، ويذكر طريقة معالجتها بالعقاقير. كما ترك ابن البيطار مؤلفات أخرى، أهمها كتاب الأفعال الغريبة، والخواص العجيبة، والإبانة والإعلام على ما في المنهاج من الخلل والأوهام.

ومن صفات ابن البيطار، كما جاء على لسان ابن أبي أصيبعة، أنه كان صاحب أخلاق سامية، ومروءة كاملة، وعلم غزير. وكان لابن البيطار قوة ذاكرة عجيبة، وقد أعانته ذاكرته القوية على تصنيف الأدوية التي قرأ عنها، واستخلص من النباتات العقاقير المتنوعة فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا طبقها، بعد تحقيقات طويلة. وعنه يقول ماكس مايرهوف: أنه أعظم كاتب عربي ظهر في علم النبات

ابن هــشـــام الا نــصـــاري

هو الإمام الذي فاق أقرانه ، وشأى من تقدمه، وأعيا من يأتي بعده، هو الذي لا يشق غباره في سعة الأطلاع وحسن العباره، وجمال التعليل ...
الصالح الورع ، أبو محمد جمال الدين بن يوسف بن أحمد بن عبدالله بن هشام الأنصاري المصري.ولد بالقاهرة في ذي القعدة من عام ثمان وسبعمائة من الهجرة " سنة 1309م.
لزم الشهاب عبد اللطيف بن المرحــّـل ، وتلا على ابن السراج، وسمع على أبي حيان ديوان زهير بن أبي سلمى المزني، ولم يلازمه،ولا قرأ
عليه غيره. وحضر دروس التاج التبريزي، وقرأ على التاج الفاكهاني شرح الاشارة له الا الورقة الأخيرة ، وحدّ ث عن ابن جماعة بالشاطبية،
وتــفــقــه على مذهب الشافعي، ثم تحنبل فحفظ مختصر الخرقي قبيل وفاته بخمس سنين.
"تخرج به جماعة من أهل مصروغيرهم، وتصدّرلنفع الطالبين، وانفرد بالفوائد الغريبة ، والمباحث الدقيقة، والإستدراكات العجيبة، والتحقيق
البارع، والاطلاع المفرط، والإقتدارعلى التصرف في الكلام، وكانت له ملكة يتمكن بها من التعبير عن مقصوده بما يريد مسهبا و موجزا ً " .
وكان - مع ذلك كله - متواضعا ً ، برا ً ، دمث الخلق، شديد الشفقة ، رقيق القلب.
قال عنه ابن خلدون " ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم ٌ بالعربية يقال له ابن هشام أنحى من سيبويه".
وقال عنه مرة أخرى " ان ابن هشام على علم ٍ يشهد بعلو قدره في صناعة النحو ، وكان ينحو في طريقته منحاة أهل الموصل الذين اقـتـفـوا
أثر ابن جني وأتبعوا مصطلح تعليمه ، فأتى من ذلك بشيء عجيب دال على قوة ملكته واطلاعه".
ولابن هشام مصنفات كثيرة تشهد كلها نافع تلوح منه أمارات التحقيق وطول الباع، وتطالعك من روحه علائم الاخلاص والرغبة عن الشهرة
وذيــــوع الصيت ، ونحن نذكر لك من ذلك ما أطلعنا عليه أو بلغنا علمه مرتبا ً على حروف المعجم ، وندلك على مكان وجوده ان علمنا أنه
موجود، أو نذكـرلك الذي حدّث به ان لم نعلم وجوده، وهاكها :
1- الاعراب عن قواعد الاعراب، طبع في الأستانه وفي مصر ، وشرحه الشيخ خالد الأزهري، وقد طبع الأصل ، كما طبع شرحه مرارا ً.
2- الألغاز ، وهو كتاب في مسائل نحوية صنفه لحزانة السلطان الملك الكامل، طبع في مصر.
3- أوضح المسالك الى الفية ابن مالك، طبع مرارا وشرحه الشيخ خالد الأزهري ...
4 - التذكرة ، ذكر السيوطي أنه في خمسة عشر مجلدا ولم نطلع على شيئ منه.
5 - التحصيل والتفصيل لكتاب التذييل والتكميل ، ذكر السيوطي أنه عدة مجلدات.
6 - الجامع الصغير ، ذكره السيوطي ، ويوجد في مكتبة باريس ورأيت أنا نسخة منه في المكتبة العامة بمكة المكرمة.
7 - الجامع الكبير ، ذكره السيوطي.
8 - المسائل السفرية : وهي رسالة في انتصاب "لغة" و"فضلا" واعراب " خلافا" و"ايضا" و "هلم جراً" ونحو ذلك.
     وهو موجود في دار الكتب المصرية وفي مكتبتي برلين وليدن، وهي برمتها موجودة في كتاب " الأشباه والنظائر النحوية"
     للسيوطي.
9 - رسالة في استعمال المنادى في تسع آيات من القران الكريم، موجودة في مكتبة برلين.
10 - رفع الخصاصة عن قراء الخلاصة، ذكره السيوطي وذكر أنه في اربع مجلدات.
11- الروضة الأدبية في شواهد علوم العربية. يوجد بمكتبة برلين، وهو شرح كتاب اللمع لأبن جني.
12- شذور الذهب في معرفة كلام العرب ، طبع مرارا ً .
13 - شرح البردة ، ذكره السيوطي ، ولعله شرح "بانت سعاد" الآتي .
14 - شرح شذور الذهب المتقدم ، طبع مرارا ً .
15 - شرح الشواهد الصغرى، ذكره السيوطي ، ولا ندري أهو الروضة الأدبية السابق ذكره ، أم هو كتاب آخر.
16 - شرح الشواهد الكبرى، ذكره السيوطي أيضا ، ولا ندري حقيقة حاله.
17 - شرح قصيدة " بانت سعاد" طبع مرارا ً .
18 - شرح القصيدة اللغزية في المسائل النحوية ، يوجد في مكتبة برلين.
19 - شرح قطر الندى وبل الصدى الآتي ذكره ، طبع مرارا
20 - شرح اللمحة لأبي حيان ، ذكره السيوطي .
21 - عمدة الطالب في تحقيق صرف ابن الحاجب . ذكره السيوطي وأنه في مجلدين.
22 - فوح الشذا في مسألة كذا، وهو شرح لكتاب "الشذا في مسألة كذا" تصنيف أبي حيان"، موجود ضمن كتاب "الأشباه والنظائر
      النحوية " للسيوطي.
23 - قطر الندى وبل الصدى . طبع مرارا ً.
24 - القواعد الصغرى ، ذكره السيوطي.
25 - القواعد الكبرى ، ذكره السيوطي .
26 - مختصر الانتصاف من الكشاف، وهو اختصار لكتاب صنفه ابن المنير في الرد على آراء المعتزلة التي ذكرها الزمخشري
      في تفسير الكشاف، واسم كتاب ابن المنير " الانتصاف من الكشاف". وكتاب ابن هشام موجود في مكتبة برلين.
27 - مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ، طبع في طهران والقاهرة مرارا ً ، وعليه شروح كثير.
      وتوفي رحمه الله في ليلة الجمعه - وقيل ليلة الخميس - الخامس من شهر ذي القعدة سنة احدى وستين وسبعمائه (1360م)
      رحمه الله تعالى ورضي عنه وأرضاه
.

ابو الفرج الاصفهاني

ولد ابو الفرج الاصفهاني سنة 897 ميلاديه ولا يعرف على وجه
الدقه مكان ولادته فقيل انه اصفهاني المولد بغدادي المنشأ
والمسكن ولعل اجداده كانوا يعيشون في اصفهان .
وكان جده محمد بن احمد الاصفهاني من كبار رجالات سامراء وعلى صله متينه بوزرائها وادبائها وكتابها ,

وكان ابوه الحسين بن محمد يقطن بغداد ويحرص على طلب العلم والثقافه الشائعه في عصره , وكذلك كان عمه الحسن بن محمد
من كبار الكتاب في عصر المتوكل ,

وروى عنه ابو الفرج كثيرا في كتابه الاغاني وهو الذي تولى تربيته وتثقيفه .

في هذا الجو العابق بعطر العلم واريج الثقافه نشأ ابو الفرج
الاصفهاني وتعلم ثم تطلعت همته الى مصادر اخرى للمعرفه
فدرس التاريخ واللغه عن شيوخ الكوفه ثم عاد الى بغداد وبدأ
حياه علميه جاده .

بعد هذا التحصيل العلمي والاصرار على الدرس بدأ يمارس التدريس
وذاعت شهرته وقصد حلقاته عدد كبير من المحدثين والادباء والشعراء ,
ثم اتصل بالحسن بن محمد المهلبي وزير معز الدوله البويهي
فأصبح من ندمائه المقربين فالتقى بالعديد من الشعراء مثل
ابي العلاء وابي الطيب المتنبي .

وتذكر المصادر التاريخيه انه كانت لابي الفرج صلات بملوك
الاندلس من بني اميه ,
وانه كان يؤلف لهم الكتب ويرسلها لهم فبكافئونه بهبات كبيره ,

اما صلته بسيف الدوله فليس في اخباره ما يوضح حقيقتها ,
ويلقي الضوء عليها , سوى انه اهداه كتاب الاغاني فاعطاه الف دينار.

ألف ابو الفرج الاصفهاني اكثر من ثلاثين كتابا غير ان اهم كتبه
هو كتاب الاغاني الذي نال شهرة واسعه وصيتا ذائعا لم ينله
كتاب في الادب العربي منذ ان ظهر للناس في القرن الرابع الهجري
حتى يومنا هذا ,
ووصفه ابن خلدون بانه ديوان العرب وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم في كل فن .

وبعد حياه عريضه من العمل والتاليف وذيوع الشهره والصيت بسبب كتابه الاغاني توفي ابو الفرج الاصفهاني في بغداد في
20/11 967 ميلاديه

ابن النفيس

هو أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم المعروف بابن النفيس، وأحياناً بالقرْشي نسبة إلى قَرْش، في ما وراء النهر، ومنها أصله. وهو طبيب وعالم وفيلسوف، ولد بدمشق سنة 607 هـ وتوفي بالقاهرة سنة 687 هـ.

درس الطب في دمشق على مشاهير العلماء، وخصوصاً على مهذّب الدين الدخوار. ثم نزل مصر ومارس الطب في المستشفى الناصري،
ثم في المستشفى المنصوري الذي أنشأه السلطان قلاوون. وأصبح عميد أطباء هذا المستشفى، وطبيب السلطان بيبرس، وكان يحضر مجلسه في داره جماعة من الأمراء وأكابر الأطباء.

قيل في وصفه أنه كان شيخاً طويلاً، أسيل الخدين، نحيفاً، ذا مروءة. وكان قد ابتنى داراً بالقاهرة، وفرشها بالرخام حتى ايوانها. ولم يكن متزوجاً فأوقف داره وكتبه وكل ما له على البيمارستان المنصوري.

وكان معاصراً لمؤرخ الطب الشهير ابن أبي أصيبعة، صاحب (عيون الأنباء في طبقات الأطباء)، ودرس معه الطب على ابن دخوار، ثم مارسا في الناصري سنوات. ولكن ابن أبي أصيبعة لم يأت في كتابه على ذكر ابن النفيس، ويقال أن سبب هذا التجاهل هو خلاف حصل بينهما. غير أن لابن النفيس ذكراً في كثير من كتب التراجم، أهمها كتاب (شذرات الذهب) للعماد الحنبلي، و (حسن المحاضرة) للسيوطي، فضلاً عن كتب المستشرقين أمثال بروكلمن ومايرهوف وجورج سارطون وسواهم.

لم تقتصر شهرة ابن النفيس على الطب، بل كان يعد من كبار علماء عصره في اللغة، والفلسفة، والفقه، والحديث. وله كتب في غير المواضيع الطبية، منها: الرسالة الكاملية في السيرة النبوية، وكتاب فاضل بن ناطق، الذي جارى في كتاب (حي بن يقضان) لابن طفيل، ولكن بطريقة لاهوتية لا فلسفية.

أما في الطب فكان يعد من مشاهير عصره، وله مصنفات عديدة اتصف فيها بالجرأة وحرية الرأي، إذا كان، خلافاً لعلماء عصره،

يناقض أقوال ابن سينا وجالينوس عندما يظهر خطأها. أمّا كتبه فأهمها: المهذّب في الكحالة (أي في طب العيون)، المختار في الأغذية، شرح فصول أبقراط، شرح تقدمة المعرفة، شرح مسائل حنين بن اسحق، شرح الهداية، الموجز في الطب (وهو موجز لكتاب القانون لابن سينا
شرح قانون ابن سينا، بغية الفِطن من علم البدن، شرح تشريح القانون الذي بيّن أن ابن النفيس قد سبق علماء الطب إلى معرفة هذا الموضوع الخطير من الفيزيولوجيا بحيث أنه وصف الدوران الرئوي قروناً قبل عصر النهضة

ألكندي

الفيلسوف العربي الأول ( الكندي ) ولد في البصرة في العراق في بدايات القرن الثامن، اشتغل في بغداد. من ضمن عمله كان جزء كبير يوضع لترجمة اللاتيني من كيرارد من كريمونا. كان قسماً مهماً من دراساته الفضائية التي تركزت على البلاتينوس، والذي أثر على
كل الفلسفة والتيولوجية في الشرق والغرب إلى توماس الأكويني. عدا عن ذلك كان الكندي طبيب، عالم رياضيات وعالم فضائي وكيميائي وطبيب عيون وملحن

الفارابي

محمَّد بن محمَّد طرخان أوزلغ الفارابي، كنيته أبو نصر، ويُعرف بالمعلم الثاني.
ولد في واسج في مقاطعة فاراب من بلاد الترك سنة 259هـ،

كان أبوه قائداً صغيراً من قواد الجيوش السامانية وكان تركي الموطن . فارسي الأصل . عربي الثقافة . يتحدث بثلاث لغات . . هي الفارسية لغة اجدادة والتركية لغة موطنة في اسيا الوسطى . والعربية لغة ثقافته ودينة .
كان الأبن محمد ذكي . هادئ الطبع ، ساكناً ، لا تعنيه امور الدنيا والجسد . الوحدة ، والتأمل

والتفكير في امور الدنيا والدين وحياة الناس من المحكومين والحكام . من المزارعين والصناع والمحاربين والقواد ، ومعارف السابقين والمعاصرين تتفوه بها ألسنة الناس ، وتتحدث بها صفحات الكتب وكانت له مجالسة المنفردة مع نفسه وفكره وتأملاته في الدنيا وما فيها .

كان محمد يحب القراءة والكتابة والكتابة وكان يسهر في الليل في كوخ من الأغصان . يقرأ ويكتب في الليالي الحارة والبارة ويحرس مزرعة ابيه . أصبح محمد عالم صغير وهو في الثلاين من عمره على يد عالم كبير كان يعيش في " فااب " وكان لديه كتب كثيرة في النطق

والموسيقى والرياضيات . طلب العالم الكبير من محمد ان يضع كل هذه الكتب امانة الى ان يعود من سفره وطلب منه ان يأخذهذه الكتب الى أن ىعود من سفره امدة عشرة سنوات لأن محمد كان الرجل الوحيد الذي كان امينآ محبآ للعلم والكتب.تحقق حلم محمد وعكف على الكتب بفرح يقرأ فيها ويتعلم يعلم نفسه بنفسه حتى حفظها مضت السنوات العشرة ولم يعد الفارابي. اشتهر محمد في اقليم فاراب بلقب "الفارابي " سافر محمد طلبآ للمعرفة ورؤيته الدنيا ولقاء العلماء والحصول على كتب يشتريها منسوخة أو ينسخها بيده وقلمه . وسافر الى عدة مدن منهم : جنوب الأتحاد السوفيتي . وايران وافغانستان .

عند الخمسين من عمره دخل الى بغدد اشتهر أكثر وأكثر وتعرف على علماء ودرس عن الفلسفة وأراد محمد التعرف على علماء من جميع أنحاء العالم ورحل من بغداد إلى " حران"

(في جنوب شرقي تركيا الآن ) التي كان يتحدث الناس فيها بأربع لغات : العربية لغة الاسلام واليونانية لغة الإغريق . والاتينية لغة الرومان . والسريانية اللغة الأصلية لأهل حران .

وعند الستين من عمره عاد الفارابي إلى بغدد كعالم كبير في المنطق والفلسفة . والموسيقى . والرياضيات . والطب .

عاش الفارابي في بغداد عشرين سنة وانتقل بعدها إلى حلب واستقر في حلب عشر سنوات . توفي الفارابي في حلب عند الثمانين سنة وورى جسد الفارابي في ثرى دمشق .

ترك الفارابي وراءه للدنيا أضخم كتاب في الموسيقى . وأول موسوعة للعلوم . ووفق بين فلاسفة اليونان وبين الفلسفة والدين . ودعا إلى حياة سعيدة في مدينة فاضلة.
عباس بن فرناس

هل تعرف من هو العالِم المسلم الذي يُعدّ أول رائد فضاء في التاريخ ؟
الذي يُعتبر من أكثر الأبطال في الإسلام الذين تعرضوا للتشويه ؟
"إنه العالم الجليل و الشاعر المفوّه و الفقيه الورع و عالم الفلك الرائع والطبيب البارع والصيدلي الماهر والرياضي العظيم والكيميائي الرهيب والفيزيائي العجيب والفيلسوف الكبير وعالم النحو الفصيح والمخترع الذكي !!
إنه العالمِ #عباس_بن_فرناس 

كان هذا البطل المسلم مولعًا بالع...
لم محبًا لدينه خادمًا له ولأمته ’ فقد ضرب بسهم في كل علم ..
فهو أول من اخترع الزجاج من الرمل والحجارة .وأول من اخترع الأداة الهندسية (المنقالة) واخترع آلة رصد فلكية تُسمّى (ذات الحلق) ..
وبينما كانت بيوت عادية جدًا وأحيانًا متواضعة جدًا كان سقف بيت هذا العالم البارع عبارة عن قبة غريبة الشكل صممها بنفسه على هيئة السماء بنجومها وغيومها وبروقها ورعودها والشمس والقمر والكواكب !!
وللأسف العالِم المسلم العبقري #عباس_بن_فرناس لا نعلم عنه إلا أنه كان مجنونًا بسبب التشويه والتزوير العظيم لسيرته العطرة ..
فالذي لا يعرفه كثير منّا أن #عباس_بن_فرناس كان صاحب أول تجربة حقيقية رائدة في الطيران, فقد نجح هذا البطل المسلم أن يُحلّق طائرًا في سماء قُرطبة بالأندلس ثم هبط دون أن يموت عكس ما تعلمناه في مدارسنا في الصغر .. 
وكان شاعرًا مفوهًا له باع في الشعر عظيم ..وكان فقيهًا حاذقًا ..وعالم نحوي كبير وسيرته مليئة بالعظات والعبر مما يصعب ذكرها كاملة ."
فانظر كيف كان أجدادنا ؟
استطاعوا أن يجمعوا بين التدين والتقوى والورع وكذلك بين العلم والاختراعات الحديثة والابتكارت المدهشة 
انظر كيف جمع بين العلم الشرعي والدنيوي والأدب والشعر ونجح فيها كلها ؟
فهل يستطيع أحد بعد ذلك يقول أن التدين يُعيق المرء عن النجاح ؟ أو أن التدين ما هو إلا عبادة ونسك وفقط دون علم دنيوي وتفوق واختراعات ؟
فلا يقول هذا إلا جاهل شديد الجهل غبي لا يفهم !

 




جميع حقوق النشر محفوظة لموقع شبكة ابن الصحراء الدليل المتكامل